ياسر العظمة الذي عاد للإستقرار في دمشق قد قرّر أن يكون حاضراً من خلال نسخة جديدة من “مرايا”
منذ سنة 1988، اعتكف الكوميديان السوري ياسر العظمة عند مشروعه الكوميدي الساخر «مرايا». في كلّ سنة، كان يجرّب تجديده، وتقديم نسخة مغايرة فيه مع تعديلات طفيفة على العنوان، واعتماد مباشر على نفائس الأدب العالمي الساخر، وإجراء إسقاطات على بلاده بطريقة راقت للجمهور إلى درجة أن العظمة صار بمثابة فولكلور وتقليد سنوي يجب أن يحضر بطبق نقدي لاذع، على المائدة الدرامية الرمضانية. اتكأ في ذلك على مفاتيح ثابتة، من ناحية الكاركترات التي يلعبها ويقتطع لها حصّة الأسد من المشروع، بمساندة كوكبة من النجوم. العمل صار مثل منجم خرّج عدداً كبيراً من الممثلين الشباب والمكرّسين، مع الاعتماد على كشف مواهب انطلقت في ما بعد للمهنة من واسع أبوابها، أمثال صفاء سلطان، روعة ياسين وغيرهما.
خلال العقد الأخير، لم يعد النجم المعروف في أحسن أحواله. تراجعت سوية سلسلته الكوميدية، حتى إنّه لم يعد يجد لها منتجاً مناسباً. بقي الوضع هكذا لسنوات متتالية، قبل أن تنشب خلافات بينه وبين منتجين تصدّوا لمشروعه من بينهم شركة «قبنّض»، حتى وصلت إلى المحاكم. بعد ذلك، لاحقته شائعة الوفاة لأكثر من مرّة. وصل الأمر إلى درجة نشر موقع «ويكيبيديا» خبر وفاته، واسترسال بعض المواقع الإلكترونية في شرح تفاصيل حادث السير الذي أودى بحياته، من دون أن ينفي العظمة الخبر. علماً بأنّه كان يقاطع الصحافة والإعلام بشكل كلّي طوال مشواره الفنّي!
على الرغم من إنجازه في ما بعد جزءاً متواضعاً من مسلسله في الجزائر، قبل بضع سنوات، وعرضه حصرياً على التلفزيون الجزائري، إلا أنّه لم يلق أي صدى يذكر. مع ذلك، ما زال ياسر العظمة يتصدّر واجهة النجوم السوريين، ويعدّ حضوره مطلباً جماهيرياً ملحّاً. وقد ترك أثره ببلاغة لدى أجيال متلاحقة تسأل عنه باستمرار.
سبق أن سرت أخبار عن عودته أكثر مرّة، في نسخة جديدة معاصرة من عمله الشهير، ودخوله في مباحثات مع منتجين من دون أن تترجم تلك المشاورات عمليّاً. في هذا السياق، علمت «الأخبار» أنّ العظمة الذي عاد للاستقرار في دمشق بعدما هجرها لسنوات. وقد قرّر أن يكون حاضراً من خلال نسخة جديدة من «مرايا»، ربما تكون الختامية لمشوار طويل وغنّي. وقد بدأ فعلاً التواصل مع مجموعة كتّاب شباب ليستفيد الجزء الجديد من انقطاعه أوّلاً عن الجمهور، وحالة الشوق التي تراكمت لديه، ومن ثم تطويع سيل الأحداث العارمة، والظروف الخدمية المتردية، والمفارقات الحياتية الحادة، لصالح اللوحات الساخرة. على أن يستقطب عدداً كبيراً من الممثلين الذين لمع نجمهم في هذا العمل على وجه التحديد.
المصدر: الأخبار