تاريخ جبل عامل لا يقاس ب لافتة .. بقلم رضا دياب

عامل ” كانت تمطر على مدى عشرين عاما واكثر دماء وشهداء يزرعون اجسادهم في الارض لينبت النصر وكان الحصاد هو التحرير
نسيوا وأنه منذ فجر التاريخ وعصابات الهاغانا نكلت ببلدة اسمها حولا التي شيعت ما يزيد عن ٨٠ شهيد في مجزرة واحدة
نسيوا أن في قانا أرواح الطيور التي عرجت الى السماء ما زالت ترفرف فوق الجنوب لتعطيه الامان
نسيوا أن في معركة قبضة حسينية أذلت قبضة حديدية كما لم يذلها أحد من قبل
ونسيوا أن نعمة هاشم كان يحرس الليطاني ليل نهار حتى أذاقهم الويل عند مدخل بلدة ارزي
ونسيوا أن الزرارية ما زالت لليوم تعانق الخرايب وينثرون في كل آذار عبق الشهادة الذي امتزج مع أغلب تراب قرى الجنوب
ونسيوا دماء داود ونمر دياب ومحمد الامين الذين يلقون يوميا سلامات من السماء فوق بدياس خاصرة الجنوب ورفيقة درب النهر
ونسيوا عذابات انور ياسين وسمير القنطار في سجون الاحتلال وأن في الجنوب فتيات كسهى بشارة ويسار مروة أبكوا عيون أمهات الصهاينة
ونسيوا أن هناك قادة شهداء ما زال يرتد صداهم حتى اليوم في جبل الرفيع وجبل صافي وكل تلة من تلال عامل الابي وعمامة الشيخ راغب والسيد عباس وقبضة الحاج رضوان يلقون من هناك السلام على مدينة الامام الصدر وفاتح عهد الاستشهاديين واخوته سعد وجرادي والى جارتهم كفرصير حيث يرقد بسلام سبيتي وحسن
ونسيوا ان هناك رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من انتظر تموز العام ٢٠٠٦ ليسطر اروع البطولات وما بدلوا تبديلا حتى كان النصر
ونسيوا أن لجهة لبنان الشرقية كان هناك بقاعا سيصبح ملاذ الارهابيين ودولتهم فقدم الجنوب كما البقاع خيرة شبابه فكانوا بحق شهداء الدفاع المقدس
لكننا نحن لا ننسى تاريخنا فهو لا يقاس بلافتة بل يقاس بكل دمعة أم ذرفت وبكل غصة أب ما زالت محصورة في صدره وبكل شهقة أخت وأخ بعث في روح الورد حياة
تاريخنا محفور على جبين الشمس ومنحوت على وجه السماء ولا تنسينا إياه لافتة مليئة بالفتنة التي استشهد لدرئها كل هؤلاء الشهداء

رضا دياب

شارك المقال:

زر الذهاب إلى الأعلى