القعر رغم ازدحامه لم يمتلئْ بل غار فيه من كنا ننتظر منهم أن يرتقوا .. بقلم رضا دياب
بقلم الزميل رضا دياب
ما رأيناه من حالات تنمرٍ خلال فترة الحراك وما سمعناه من شتائم يؤكد لنا أن القعر لم يمتلئْ ؛ أناسٌ كنا نتوقع منهم مشاريع وخطط انمائية تحاكي مطالب الناس نتيجة المواعظ التي كانوا يتحفوننا بها ليل نهار وعن كيف وكيف يكون الخلاص لنا مما نحن فيه ولكن للأسف شاهدناهم يغورون ويغورون أكثر وأكثر نحو القعر
هم لم يرتقوا من القاع المزدحم رغم أفكارهم النيرة التي شعرنا وهم يتلونها علينا سابقاً أنهم ولو استلموا الحكم ستطبق مدينة الفارابي بكل فضائلها
أناس كان أرقى مشروع لديهم السباب والشتم لمن يخالفهم الرأي مؤيداً للحراك كان أم للأحزاب الحاكمة
العتب الأكبر على مؤيدي الحراك الذين كالوا ما كالوا من الشتائم والحجة أن السلطة الحاكمة أذاقتهم الويل يريدون أن يخففوا الاحتقان الذي وصلوا اليه حتى وصل الامر ببعض الراكبين لموجة المطالب الشعبية بأن يبرروا عبر تقارير أن الشتم يجعل الناس تهدأ
أناس ركبوا الموجة وبدأوا السباب والشتم للأحزاب التي ينتمون أصلاً اليها ظنوا بذلك أن ما يرونه هو قيام آل ثقيف على السلطة الجائرة وأن الناس كلها ستبايعهم وأن الدولة الأموية ستنهار وقد أثبتت هذه الانفعالات أن القعر ما زال يتسع طالما أن الجهل ما زال سيد الموقف في أي تحرك عماده القذف للاعراض وبنيته الرقص والمجون في الساحات وأيضاً أثبتوا أن أغلب راكبي الموجة ليس لديهم أي مشروع يقدمونه لم نر أحداً يتكلم عن وعي ( إلا ما ندر ) الكل يهتف ثورة دون قراءته لأي حركة ثورية في العالم
هل هذا هو مشروعكم السياسي الذي تريدون أن تتبعكم الناس لأجله ، كم وكم من الناس ضاعت أحلامها وضاعت مطالبها من أجل قلة أخلاق بعض الناس الذين بتصرفاتهم الغوغائية أمام الاعلام جعلوا الذين كانوا يؤمنون ولو قليلاً بطريق التغيير أن يجلسوا في منازلهم ،هم بالتأكيد رغم عدم اعتراضهم على الباطل إلا وانهم أيضاً لم يخذلوا الحق ، هم حافظوا على مياه وجوههم لأن ما شاهدوه من انفعالات يجعلهم يخافون من الالتحاق بركب تحركات شعبية لطالما كانت هاجساً لكل لبناني لم يعد يجد له مرقد عنزة أو زاوية عمل أو كسرة خبز الا بعد التوسل لهذا أو لذاك
لم نر حتى الآن أنكم أفضل من السلطة فقد مارستم سياسة الالغاء بأبشع صورها ومارستم سياسة الرفض للآخر وعدم احترام رغبة الاخرين بعدم مشاركتهم إياكم بكيل التهم والتبعية وأهنتم أعراضهم حتى جعلتموهم يتمنون ان تبقى السلطة الحالية على أن يكونوا تحت رحمتكم والحقيقيون الذين كانوا في الساحات للأسف ليس لديهم القدرة على المواجهة لأن كل هدفهم العيش الكريم وليس العنتريات أمام الشاشات فكانوا يهتفون بكل أدب واحترام على عكس ما كنتم تفعلون
لقد لوثتم صورة الناس المحتاجة وكسرتم هيبة الجوع برفاهيتكم التي رأينها من بذخ وترف حتى ذهبت نماقة الصالح الذي يطالب بحقوقه بحماقة الطالح الذي يريد فقط أن يُقال عنه ” ثائر ” ويركب الموجة لمكسب شخصي
حتى مؤيدي الاحزاب الذين ركبوا موجة الشتم والسباب ما هذا تؤكل الكتف فأنتم لم تفرقوا عنهم شيئاً ، إلا العقلاء منكم الذين ناقشوا بالدليل بالحكمة والقرائن فالبعض منكم لوث مسيرة دماء وشهداء كان من المفترض أن يكونوا لكم القدوة في التعامل مع هكذا أحداث فعلى قيادات أحزابكم أن تعيد حساباتها معكم كي لا تبقوا علة تنخر في أجساد تنظيماتها