خذله قلبه في اليوم الثاني من الامتحانات الرسمية… سعيد “سقط أرضاً أمام عينيّ والديه”
يصعب أن نفهم الحياة، فما حال الموت المفاجئ الذي يخطف شباباً على غفلة ويحرق قلوب محبيهم؟ ما جرى مع الشاب سعيد الخطيب، ابن 19 عاماً، هو بمثابة صفعة قوية. لم يستوعب أحد ما حصل. خذله قلبه في اليوم الثاني من الامتحانات الرسمية ليكتب نهاية حزينة لشاب طموح كانت أحلامه في انتظاره، إلا أن الموت كان أسرع.
هذا الموت المفاجئ الذي يطارد شبابنا يدفعنا إلى رفع الصوت مجدداً وتكرار التوعية حول كهرباء القلب. عبارات يرددها أهالي الضحايا وجميعها تندرج ضمن خانة واحدة وصدمة كبيرة “لم يكن يشكو من شيء”،”سقط فجأة”، “توقف قلبه”… قصص كثيرة كتبنا عنها، شباب سقطوا أرضاً بعد أن خذلهم قلبهم، وآخرهم الشاب سعيد الذي رحل فجأة وخلّف وراءه جرحاً كبيراً.
“حرقلنا قلبنا”، بهذه العبارة يصف والد الشاب أمين الخطيب خسارتهم الكبيرة، يروي لـ”النهار” تفاصيل ما جرى بحرقة قائلاً “لم يكن سعيد يشكو من شيء، كانت صحته جيدة. لم يكن يعاني من أي عارض صحي، في ذلك النهار كانت الأمور عادية، ما من شيء يدعو للقلق. أجرى سعيد امتحاناته الرسمية، كان سعيداً بعد أن أنهى يومه الثاني. عاد الى المنزل، كان يضحك كالعادة، هو الذي يتميّز بضحكته وحبه للناس، آدمي ومحبوب ويساعد الجميع”.
كان في انتظار والده لينهي غسيل السيارة ليذهب إلى المدرسة للدروس الإضافية، وفق والده أمين “سألني اذا انتهيتُ من غسل السيارة، وما لبثتُ أن أجبته أنني سأنتهي بعد قليل، حتى سقط سعيد أرضاً. بقي مفتوح العينين، ولكن أغمض عينيه إلى الأبد في السيارة قبل الوصول إلى المستشفى. حاول الأطباء إسعافه لكن باءت كل المحاولات بالفشل. وفق الأطباء توقف قلبه، وقد يكون نتيجة خلل في كهرباء القلب”.
يصعب على أهله وعائلته أن يستوعبوا ما حصل، لا سيما ان ابنهم لا يشكو من شيء وفجأة خذله قلبه. صدمة الموت قاسية وموجعة، لكن قبلوا أن يُشاركونا قصتهم لتوعية الناس والشباب من كهرباء القلب، وكما قال والده “حتى ما يحترق قلبهم متل ما احترق قلبنا”. الوجع كبير، وجرح الموت ما زال ينزف حزناً على عريسهم، وحتى لا نسمع قصة مشابهة أردنا أن نرفع الصوت ونُنقذ قلوب شباب آخرين.
يدفعنا وفاة سعيد وغيره من الشباب الذين رحلوا فجأة، إلى التوعية من مخاطر كهرباء القلب وغيرها من الأمراض القلبية التي يمكن الوقاية منها بفحص ومراقبة دورية. الوقاية واجب كما يقول الطب، وهذا لا يعني أننا سنمنع الوفاة ولكن على الأقل علينا إجراء الفحوصات الروتينية والتوعية من أمراض القلب لا سيما كهرباء القلب، لحماية قلوب الشباب الذين يسقطون على غفلة.