لم تكن حادثة اطلاق النار على على أحد المطاعم في الضاحية الجنوبية خارجة عن سياق الانفلات الامني فيها

لكن الفرق أنها حدثت في منطقة بعيدة نسبياً عن هذه الأحداث، وأنها صورت وانتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي

حيث أن الحدث الذي تبعها، وبشكل سريع وحاسم، كان القاء مخابرات الجيش القبض على مطلقي النار، وهو مؤشر واضح إلى بداية تبدّل تعاطي “حزب الله” مع الضاحية الجنوبية، أو الأصح مع هذا النوع من الاحداث في الضاحية.

تجنب “حزب الله” مراراً، ولسنوات طويلة، سابقة الدخول في أي اشكال مع أي من المجموعات المخّلة بالأمن في الضاحية، خوفاً من خوض اشتباكات مسلحة داخل البيئة الحاضنة، لكن تطور اساليب “التشبيح” في العديد من الاحياء دفعه في السنوات القليلة الماضية الى دراسة طرق جديدة للدخول على خط انهاء هذه الحالات.

وليست الصور التي سربت للعرض العسكري في بعض احياء برج البراجنة لفرق مكافحة المخدرات الا جزءاً من هذا التبدّل الذي حصل مع سلوك الحزب.

ووفق مصادر مطلعة، فقد استطاع الحزب بالتنسيق مع الاجهزة الرسمية اللبنانية القضاء على اكثر من 50 في المئة من البنية الاساسية لتجار المخدرات في الضاحية أو أقله ضرب هامش الحركة لديهم، لكن ما ينطبق على قضية المخدرات لا ينطبق بالضرورة على قضية “التشبيح” والخوات.

أخذ الحزب قراره بشكل حاسم بعدم الاصطدام بأي من هذه المجموعات، لكنه حسم امره وسحب الغطاء الكامل عن أي فرد خارج عن القانون، ومنذ بداية عهد الرئيس ميشال عون بدأت مخابرات الجيش عملاً جدياً في ملاحقة المطلوبين واعتقالهم والتضييق عليهم.

واشارت المصادر إلى أن الحزب بدأ منذ اشهر تحريض او تشجيع المحلات والمؤسسات الكبرى على عدم دفع أي مبالغ كخوات لهذه المجموعات، وعليه بدأت الأمور تخرج عن السيطرة.

وترى المصادر أن الفيديو المصور لاحد مطلقي النار أول من امس، والذي تحدث فيه عن تدخل مخابرات الجيش بكل التفاصيل ليس سوى تعبير عن جدية هذا الجهاز بالتعاطي مع كل ما هو شاذ في الضاحية.

ووفق المصادر، فإن ذكر الشخص نفسه لعلي ايوب يظهر ايضاً انزعاج هؤلاء من سياسة الحزب الجديدة في الضاحية. فايوب هو رئيس اللجنة الامنية لـ”حزب ال”له في الضاحية الجنوبية.

واضافت المصادر ان سياسة الحزب التي يطبقها ايوب هي عدم الاصطدام بأي من العائلات والعشائر والمجموعات، لكن في الوقت نفسه عدم تغطيتها والتنسيق الكامل مع الاجهزة الامنية لحل كل القضايا الشائكة في بعض احياء الضاحية.

ولفتت المصادر إلى أن الحزب سيذهب حتى النهاية في دعم الجيش اللبناني في ارساء الامن في الضاحية، لذلك فهو قد اوعز امس لعدد كبير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم خطوة الجيش حتى النهاية في اعتقال الشابين اللذين اطلقا النار على المطعم، وتبرير تسريب صورهما في التحقيق، وذلك بهدف عدم خلق تعاطف معهما، وبالتالي القوطبة على أي ضغط شعبي ضد المخابرات، وهذا ما حصل.

لبنان 24

شارك المقال:

زر الذهاب إلى الأعلى