ألغاز من دون أجوبة حول إرهابي طرابلس… هل كان وحده؟

خاص “لبنان 24”

يروي عميد متقاعد في الجيش اللبناني وخبير في الشؤون المخابراتية ان التحليلات الاولية نتيجة العمل الارهابي الثلاثي في طرابلس تشير الى ان العمل ليس فردياً ، بل لا يمكن ان يكون فردياً نتيجة عدة مؤشرات وعوامل وفوارق وقت.

ويسرد العميد المتقاعد ملاحظاته، التي اولها، قيام الارهابي بايقاف دراجته النارية خلف آلية الجيش واطلاق النار على العسكريين عبر سلاح حربي يحوي ذخيرة متفجرة، حيث ترك دراجته النارية بعد الانتهاء من اطلاق النار وغادر مسرعاً سيراً على الاقدام وفقاً لمقطع الفيديو الذي أنتشر عن الحادثة.

انتكاسة أمنية نكّست فرحة العيد في طرابلس
أطل برأسه ليلا زارعا الخوف والرعب.. طرابلس تنتصر على الارهاب

في وقائع هذه العملية الاولى، تظهر الصور اللاحقة التي انتشرت بعد حوالي ربع ساعة من العملية ان الدراجة النارية كانت ما زالت في الارض حين كان يتم اسعاف العسكريين قبل استشهاد احدهما، ما يؤكد ان الارهابي ترك دراجته ارضاً، في حين ان التسجيل لا يظهر قيام الارهابي بحمل كمية القنابل والرصاص التي استعملها اثناء الاشتباك مع الجيش والقوى الامنية حيث تحصّن في المبنى لاحقاً.

اما الملاحظة الثانية فهي حول كيفية وصول الارهابي (أو من معه في مجموعته) الى طريق الميناء حيث نفذ عمليته الثانية على قوى الامن الداخلي باستعمال رصاص متفجر ايضاً، في حين نجح بالوصول الى هناك عبر دراجة نارية اخرى أو عبر سيارة نقلته مما يزيد فرضية وجود معاونين له ضمن مجموعته.

الملاحظة الثالثة هي أن موقع الاعتداء على قوى الامن الداخلي يبعد حوالي 4 دقائق الى 5 دقائق عن موقع المبنى الذي تحصن به في شارع الكوندور، حيث تم تطويقه في غضون هذه المدة، مما يستبعد تمكنه من التوجه قبلها الى سراي طرابلس لالقاء قنبلة، ثم اطلاق النار امام مصرف لبنان، ثم العودة الى الشارع الذي تحصن فيه، والذي كان قريباً من الشارع الذي اعتدى فيه على قوى الامن الداخلي،

علماً أن ذلك كان ليلة عيد وشوارع طرابلس كانت مزدحمة بشكل غير طبيعي ولا يمكن التجول بحرية وسرعة ابداً حتى لو كان على دراجة نارية، خاصةً مع انتشار الدوريات الراجلة والمتنقلة للجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي.

الملاحظة الرابعة تكمن في وجود هذه الكميات من الرصاص والذخيرة والقنابل التي استعملها بعد محاصرته في المبنى، والتي لا يمكن أن يكون قد حملها معه على دراجة نارية بنفسه، خاصةً اثناء التنقل بين المواقع الاربعة التي نفذ فيها عملياته، وخاصة أن العديد من شهود العيان اكدوا وصول الارهابي على دراجة نارية وخلفه سيارة كانت قد فرّت بعد وصوله الى المبنى مما يرجّح امكانية وجود معاونين له فرّوا او غطّوا عمليته.

الملاحظة الخامسة تأتي بعد تأكيد عدد من العناصر الامنية التي طوقت المبنى الذي تحصن فيه أن اطلاق النار في اتجاههم كان من 3 مصادر مختلفة في بداية عملية التطويق ولمرتين فقط، احداها من مكان تواجد الارهابي في حين توقف اطلاق النار من المصدرين الآخرين بعد احكام الطوق على المبنى.

من هنا، وبعد هذه الملاحظات، يضيف العميد، ان الارهابي كان لديه معاونون، اما عاونوه على التنقل بين الاماكن، أو أن احدى العمليات الثلاث نفذها شخص غير الارهابي المذكور، كما أن المعاونين أنفسهم هم من زوّدوه بالاسلحة والذخائر والقنابل، علماً ان الارهابي يعاني من حالة فقر، وهو لم يكن يعمل بعدما خرج من السجن.

اما سيناريو ما بعد قتله وانتشار فيديوات وتسجيلات صوتية له يكلم زوجته، ويتكلم باقامة عمليات ارهابية، مع نشر صورة غير صحيحة له في بداية الامر توضح أن الامر فيه سيناريو مطبوخ وليس عملاً فردياً.

شارك المقال:

زر الذهاب إلى الأعلى