سرقة الاسلاك الكهربائية في الجنوب .. تجارة مربحة والقوى الأمنية تفكك العصابات

لم يكن توقيف مديرية ​النبطية​ الإقليمية في ​أمن الدولة​-مكتب بنت جبيل اللبناني ف. أ.، بالجرم المشهود، وضبطها بحوزته دراجة ناريّة، ومعدات لقطع الاسلاك الكهربائيّة وكمية منها، سرقها من أحد الأبنية قيد الانشاء في منطقة بنت جبيل، هو الحدث الأول من نوعه، كما أن الموقوف ليس الوحيد الذي يعمل في ميدان ​سرقة الأسلاك الكهربائية​ وتذوبيها وبيعها بأسعار تصل أحيانا إلى 15 دولارا للكيلو الواحد.

في هذا السياق، يكشف مصدر أمني، عبر “النشرة” أن نحو عشرة منازل في قضاء بنت جبيل تعرّضت، في اسبوع واحد، لسرقة اسلاكها الكهربائية، أصحابها اما خارج البلاد أو يقيمون في بيروت، ويوضح أن ما سمح للسارقين بتنفيذ مآربهم هو الطقس العاصف والأمطار والغيوم التي كادت أن تلامس أحياناً الأرض، ويؤكد أنّهم من جنسيات مختلفة، تغريهم الأسعار المرتفعة للكيلو الواحد، والذي يعاد تصنيعه فيباع بأسعار أغلى.

ويلفت إلى أن تجارة سرقة الأسلاك الكهربائية راجت مؤخرا وارتفعت، ما دفع ​القوى الأمنية​ للتنسيق فيما بينها واتخاذ تدابير احترازية، ووضع السارقين في دائرة التصويب والملاحقة، حيث تبيّن أن معظمهم مجموعات تلتقي مع بعضها في المنطقة التي تتحرك فيها، وبوشر بتعقبهم وتوقيف العديد منهم واحالتهم للمراجع القضائية المختصة.

ويؤكد المصدر أن وتيرة سرقة الأسلاك الكهربائية، عن الشبكات العامّة في الجنوب، ارتفعت وتحوّلت إلى آفّة اجتماعيّة يصعب مكافحتها لحرفيّة السرقة، حيث يستخدم السارقون مقصّات حديديّة بعد أن يعمدوا إلى قطع الكهرباء عن الخطوط التي يقومون بسرقتها، من خلال توقيف المحوّل الذي يغذّي الخطوط التي يسرقونها.

وكانت ​مؤسسة كهرباء لبنان​ أعلنت، في بيان لها، أن “ظاهرة سرقة الأسلاك الكهربائية عادت لتتفاقم بشكل كبير في مختلف المناطق اللبنانيّة، حيث بلغت كمية الأسلاك النحاسية المسروقة في 5 أشهر حوالى 62293 كلغ وفقا للجدول التالي:

الجنوب 40430، البقاع 8965، الشمال 6170، جبل لبنان 6728.

من جانبه، نوّه رئيس جمعية العدل في بنت جبيل محمد فواز بدور أمن الدولة وباقي القطعات الأمنية، مطالبا بانزال أشد العقوبات بالسارقين، لأن هذه السرقة تؤدي في كثير من الأحيان إلى انقطاع التيار الكهربائي عن القرى والبلدات التي تتعرض لقطع اسلاكها الكهربائية العامة.

بدوره، لفت نائب رئيس ​بلدية الكفور​ ​طوني سمعان​، في حديث لـ”النشرة”، إلى أنه “عند اشتداد العاصفتين الأخيرتين وركون أهالي البلدة إلى البيوت اتقاء من شدّة البرد، أقدمت مجموعات من السارقين على قطع أمتار من الأسلاك الكهربائية، في منطقة تول العقارية المتواصلة مع بلدتنا وقمنا بابلاغ القوى الأمنية التي تحرّكت وتمكّنت من متابعة الموضوع ورصد العديد من عصابات السرقة، مما يجعلنا نطمئن اننا نعيش في حمى القانون والعدالة والامن والاستقرار في منطقتنا”.

واشاد قائمقام ​حاصبيا​ ​أحمد الكريدي​ بدور أمن الدولة وكافة ​الأجهزة الأمنية​، التي لا يقف دورها عند مواجهة الارهابيين والتصدي لاسرائيل بل ملاحقة تجار السرقات واللصوص لحماية البلدات الجنوبية وجعلها واحة للأمن والاستقرار.

شارك المقال:

زر الذهاب إلى الأعلى