البطالة والمجتمع بقلم الأستاذ حسين دهيني
بقلم الأستاذ حسين دهيني | طورا 27.1.2019
ظاهرة تسرح وتمرح بين شباب اليوم ،فكيفما تدر طرفك ترَ شباناً يتسكّعون هنا وهناك ،يدخلون مقهىً، أو يخرجون من آخر، يلعنون حالاً وصلت البلاد إليه جرّاء رؤية عرجاء من خلال شهوة تملّك فلت زمامها، فاستحكمت قلّةٌ بملك هارون واجتاحت فأتت على الاخضر واليابس، حتى انحصرت بأيدٍ تسعى سعياً حثيثاً ، وتنسج خيوطها في كل مكان مستنِدةً على ثروة فاحشة لا تأكلها نيران ،فلم يعد المجال متاحاً أمام الشباب كي يعملوا..
البطالة هذا الدّاء الفتّاك المستشري في المجتمع ،قد حمل معه آفات كثيرة،وليس أولها الانعكاس على أخلاق الشباب والتذمّر الدائم مما أدّى إلى انفصال وانقسام وانفصام العلاقات الأسريّة، أضف إلى انشطار المجتمع إلى فئتين،فئة المترفين،وفئة المسحوقين، فالفئة الأولى ترى الدنيا بألف خير ،تأمر فتطاع،وتدعو فيستجاب لها،وتتمنى فتركض الأماني إليها دون تأخير.. أما الفئة الثانية فالحسرة تهجع في قلوبها والحيرة تسكن في عيونها، والقلق يعشش في عقولها،والخوف من غد ينغّص حياتها، وأبشع ما في المنظر عندما يحدّثك مترفٌ، أو حديث نعمة،أو من لم يعرف جوع يوم عن حسنات الفقر وما أعدّ للفقراء لأنهم فقراء دنيا أغنياء آخرة..
عجباً ،كيف لمسلم ،أو نصراني يؤمن بالمحبة أو يردد قول أمير المؤمنين.
أأقنع من العيش أن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الحياة وأكون أسوة لهم في جشوبة العيش ، ولعل في الحجاز أو اليمامة من لا عهد له بالشبع أو لا طمع له بالقرص
فأين أصحاب الثراء مما يقولون؟ لماذا لا يقيمون المصانع ؟ لماذا لا يعملون على التكافل الاجتماعي،بحيث يأخذ الأغنياء على عاتقهم تنمية حياة الفقراء؟ لماذا لا يقوم أغنياء كل قرية أو بلدة بإنشاء جمعية على نفقتهم ،ويكونون مسؤوليها لأجل نجدة المعوزين،بدل الأعمال الفردية المشكورة وبدل أن يلقوا المسؤولية على عاتق الدولة؟
البطالة طريق الفقر والكفر ،وهي مرتع للشقاق والفساد والإفساد ما دخلت مكاناً إلا دكدكت أبنيته. فأبعدوها من خلال مشاركة الناس مكاره الحياة إن كنتم تقتدون بعلي والمسيح ع.