خالتي فاطمة رحلتي وبقيتي روحاً بيننا | بقلم الاستاذ علي صلوب
بقلم الأستاذ علي صلوب
◼ إلى صاحبة القلب الحنون .. إلى صاحبة القلب الأبيض الذي لم تدنسه بشاعة وقساوة الأيام .. إلى صاحبة الفكر الذي لم يعرف يوما الراحة، منشغلا دائما بأحوالنا ومشاكلنا .. إلى صاحبة الجسد المتعب الذي وقف في وجه أعاصير الحياة ولم يمل يوماً من طلباتنا .. إلى رفيقة الصغير والكبير .. إلى صاحبة الوجه الضاحك .. إليكِ أيتها الحبيبة الغالية يا خالتي ألف تحية وسلام.
◼ خالتي الحبيبة أحاول التقاط العبارات، تحرقني الكلمات وتؤلمني الذكريات، فلا أصابعي تجود ولا رثائي يتألق لأنك إنسانة عظيمة لا تجرؤ الكلمات على وصفها مهما امتدت ورحّبت.
◼ نعم! كالندى كنت تمنحين الحياة، كالشمس كنتِ تدفئين الأرجاء، كالعطر كنتِ تزكين المكان، كالحلم كنتِ وما أقصره من حلم انتهى باكراً وأيقظنا على فاجعة كبيرة، ها قد رحلت من دون وداع .. أيتها الشمعة المضيئة .. كنتِ السند لجدتي في السراء والضراء .. وعلى وقع “أخدتي الدوا يا امي” رحلتي .. لما انطفأت؟!
◼ ها قد ذرفتِ دمعةً صامتة وأطبقت أجفانك إلى الأبد، وفي أمل بحياة أخرى أجمل رسمت ابتسامة خجولة على ذلك الوجه البارد! وفي الأبيض الذي لم تلبسيه في الحياة كُفنتِ علكِ تصبحين عروساً في الجنة!
◼ إنها الحياة يا حبيبتي .. وإنه الموت .. وها هو القدر .. فإلى الله نبتهل وبقضائه وقدره نرضى ونسلم!
◼ لم تمضِ سوى أيام قليلة على فقدانك وما أسوأها من أيام موجعة وعصيبة؛ الدموع لم تفارق أعيننا فاعذرينا فوحشة الشوق والحنين تُخرج الدموع من دون إرادتنا، لو أن حزننا مر على الصخرِ لأذاب بحرقته الصخرَ، ولأبكى الشيخَ ولشيّب في الطفل الشعرَ!
◼ تنتابنا ذكريات جميلة؛ فنراكِ حاملة كيس «البزر» تقومين بجولتك اليومية على «الطريق» في ضيعتنا تحيين هذا وذاك، ونسمع صوتكِ يُوبخنا في صغرنا لكي ننام لأن ضحكاتنا علت وعانقت الصباح، ونشم عطركِ في كل زاوية من زوايا البيت!
نعم يا خالتي.. باسمي واسم أولاد إخوتكِ وأخواتكِ نقول لك إننا لن ننساكِ وما لنا حاليا إلا الدعاء لك: فيا رب اغفر لها وارحمها واعفُ عنها وأبدلها أهلا خيراً من أهلها وداراً خيراً من دارها …
◼ إنّا لله وإنّا اليه راجعون ◼