شاشات اللمس تجتاح عالم السيارات
بعد النجاح الباهر الذي لاقته شاشات اللمس في عالم التكنولوجيا، وخصوصاً في الهواتف الذكيّة واللوحيّات، ها هي الآن تدخل عالم السيارات من بابها الواسع، لتسهّل تعامل السائق مع سيارته.
بدأت أغلب شركات السيارات اعتماد شاشات اللمس في قمرات سياراتها الحديثة، في محاولة منها لخلق تواصل افضل بين السائق والأنظمة المتعددة في السيارة. وتهدف هذه الطريقة الى الحدّ قدر الإمكان من أزرار التحكّم الموجودة في السيارات حالياً وحصرها في مكان واحد بمتناول يد السائق.
ومن المعلوم أنّ هناك أنظمة لا يمكن أن تعمل بسهولة دون شاشات لمسية، أبرزها نظام التحكّم بالملاحة «GPS»، الذي من الصعب جداً التحكم به عن طريق الأزرار فقط. والجدير ذكره أن شاشات اللمس لم تعد تجهيزاً مميزاً في السيارات العصرية فقط، إذ تنتشر بشكل كبير لتتضمّن جميع الفئات من السيارات، بما فيها الطرازات الصغيرة الحجم المخصصة للمدن ذات الأسعار المتوسطة، وظهرت لأول مرة وبشكل إنتاجي في ثمانينات القرن الماضي مع الصانع الأميركي «بويك». وعلى رغم اعتماد شاشات اللمس بشكل واسع في جميع السيارات، إلّا أنّ بعض الأزرار بقيت مكانها، وذلك للسماح للأشخاص الذين لا يُتقنون التعامل مع التكنولوجيا الحديثة بالتعامل مع التجهيزات الموجودة بالسيارة بالحد الأدنى.
فوائد عديدة
تعمل شاشات اللمس على الحدّ من كثرة الأزرار في المقصورة، وتحصرها في مكان واحد أكثر وضوحاً يمكن للسائق الوصول إليه بسهولة وبطريقة بديهية، دون تشتيت نظره عن الطريق. وهذه الشاشات تُثبّت في أغلب الحالات في الكونسول الوسطي. وتسمح بالتحكم بأنظمة الترفيه والراديو والمكيف وبنظام الملاحة وتعديل وضعيات المقاعد وبغيرها الكثير من الأنظمة في السيارة. وترتبط هذه الشاشات عادة بأنظمة ترفيه يمكن وصلها بالهاتف عن طريق البلوتوث، بحيث يصبح من الممكن الرد وإجراء الإتصالات من السيارة من دون حمل الهاتف باليد. وفي الأنظمة المتطورة، ترتبط شاشات اللمس بأنظمة تشغيل متطورة مثل «أبل» وأندرويد، وتحمل معها ميزات تفوق تلك التي توفرها الشركات المصنعة للسيارات.
كذلك من الفوائد المهمة لشاشات اللمس أنّها لا تتعطل مع مرور الزمن مثل الأزرار التقليدية، ولا تتأثر بعوامل التآكل من كثرة الاستعمال. في السياق عينه، ونظراً للتطور الحاصل في شاشات اللمس، وطريقة استجابتها مع الانكسار، هي أيضاً تُعتبر من أساسيات عوامل السلامة في المقصورة أثناء الحوادث، بحيث أنها لا تتطاير وتشكل شظايا خطيرة مثل أزرار التحكم التقليدية.