استراتيجيات فعّالة لتحسين الظروف المعيشية في لبنان
إسراء وهبي
تأثير الأزمات على الواقع الاقتصادي للعائلات
في ظل الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان، وخاصة بعد الأزمات المتتالية التي تعرّض لها، ومؤخرًا الحرب، يعاني الشعب اللبناني من قلّة فرص العمل، بالإضافة إلى المعاشات القليلة التي لا تؤمّن له حياة كريمة. ومع غياب الدولة والمؤسسات الاجتماعية، التي تزيد من حدّة هذه الأزمة، باتت العائلات اللبنانية تعيش في حالة من الضيق الحقيقي، حيث إنها لا تستطيع تأمين الحاجات الأساسية للعيش بالحد الأدنى. لذلك، لا بدّ من إيجاد حلّ فردي متاح وغير مُكلف من حيث رأس المال، يُسهم في إنعاش حياتهم من جديد. سنقدّم في هذا المقال بعض الحلول التي تساهم في معالجة هذه المشكلات.
الاستراتيجيات التي تُساهم في التخفيف من حدّة هذه الأزمات
من أبرز الحلول الفعّالة في هذا الإطار: الزراعة المنزلية، حيث يمكن للعائلات زراعة حاجياتهم من الخضروات والفواكه في فناء المنزل أو حتى في أوعية صغيرة على الشرفات، لمن لا يملك مساحة. الأمر الذي يوفّر عليهم نفقات شراء هذه السلع، كما يمكنهم أيضًا بيع الفائض من إنتاجهم وتحقيق ربح مادي.
كذلك، يمكن للأفراد الذين لديهم مواهب حرفية استغلال هذه المواهب وتحويلها إلى مصدر اقتصادي، مثل صناعة منتجات العناية بالبشرة الطبيعية، الحياكة، الرّزن، وغيرها من الأعمال. باستطاعتهم بيع هذه المنتجات في الأسواق، وكذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يتيح لهم تحقيق دخل من جهة، وممارسة هواياتهم من جهة أخرى. وينطبق الأمر نفسه على ذوي المواهب الفنية، مثل المصممين الجرافيكيين والرسّامين وغيرهم، إذ يمكنهم أيضًا استغلال مهاراتهم وكسب المال.
وفي العصر الحالي، ظهرت وظائف جديدة مثل التسويق الرقمي، إدارة صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، التعليم عن بعد، والعمل من المنزل، وإقامة ورش العمل. كل هذه النشاطات تساهم في تحقيق دخل للعائلات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن إنشاء مجتمعات تعاونية لتبادل المهارات والموارد، وشراء المواد بشكل جماعي، يُساهم في توفير المال وتعزيز الألفة بين الجيران أيضًا.
دعوة للتفاؤل وعدم الاستسلام
لذلك، في ظل هذه الأزمات المتعددة، يجب على الإنسان استخدام الموارد المتاحة والمواهب الشخصية التي تمكّنه من الوصول إلى الاستقلال المالي وتعزّز قدرته الإنتاجية، وتُمكّنه من العيش بكرامة، مما يُسهم في بناء مجتمع متماسك وخلق مستقبل واعد.
فالمطلوب عدم الاستسلام للظروف مهما كانت، لأن الحياة هي رحلة يجب على الإنسان استغلالها وعيشها بجميع جوانبها، ومحاولة التكيّف مع كافة التحديات التي قد يواجهها.