غياب التدفئة في المدارس الرسمية: معاناة مستمرة تؤثر على التعليم والصحة
إعداد الزميلة نور أخضر
مع بداية كلّ شتاء، تبدأ معاناة الطّلّاب والأساتذة في المدارس والثّانويّات الرّسميّة مع البرد القارس وعدم وجود أيّ من وسائل التّدفئة.
غياب التّدفئة يعتبر تحدّيا
خطيرا ينعكس سلبًا على بيئة التّعليم، لا سيما صحّة الطّلاب وقدرتهم على التركيز، ممّا قد يؤثّر على ادائهم الدّراسيّ.
اهتمامًا بصحّة الطلاب والطّاقم التّعليمي ككلّ نطرح على بعض الأساتذة في ثانوية جبشيت الرّسمية بعض الأسئلة بما يخصّ التّدفئة وتأثيرها على التّعليم.
عن سؤالنا إذا ما كان يوجد تدفئة أم لا ؟ أشارت إحدى المعلمات إلى وجود التدفئة المركزية في الثانوية وأنهم كانوا يستعملونها قبل الأزمة أي قبيل أواخر العام 2019 وأنهم كانوا حينها لا يشعرون بالبرد أبدًا وتابعت قائلة بأن الثورة والأزمة الاقتصادية أثرت جدًّا على حال المدارس الرسمية والمؤسسات الحكومية والناس أجمع.فالحاجة الدائمة للمازوت وعدم إمكانية توفيره أدى إلى إيقاف تشغيل وسائل التدفئة.
وتابعت المعلمة مشيرةً أن التعليم بعدّ غير طبيعي منذ 3 سنوات فبعد الثورة انتشرت فيروس كورونا، بعدها إضرابات الأساتذة والمعلمين. وأن هذه السنة الثانية من ذلك الوقت تكون عامًا دراسيا منتظما وذكرت أن هذا اليوم الأول الذي نعاني من البرد القارس فيه في ظل غياب التدفئة. “أقول لك أننا نحن الان بلا أي تدفئة، حتى مدفأة تعمل على كهرباء أو على غاز لا نملك.”
أما السؤال الثاني: هل يؤثر البرد على الطلاب وجودة تركيزهم؟ وكيف تتصرفون كأساتذة؟
“كطلاب ثانوي لا يؤثر البرد عليهم كطلاب الابتدائي والمتوسط، فلا زلت أذكر جيدًا كيف كانت أيدي الطلاب تتجمد من البرد في صفوف الابتدائي وكيف كان تركيزهم يقل إثر ذلك حتى أيام الإمتحانات الفصلية كانوا لا يتمكنون من الكتابة بسهولة. أما عن طلاب الثانوي فمن الطبيعي أن يتذمرون إلا أن الطقس لم يكن يؤثر كثيرًا فهم كبارًا وواعين ويستطيعون التحمّل قليلا أكثر من الأطفال. حتّى أنّهم باتوا متأقلمين مع هذا الوضع وهذا الحال فإنّهم يدركون جيدًا كيف أثرت الأزمة على كل فرد منا.
أما نحن كمعلمين، فنعاني أيضًا من شدة البرد، فغرفة الأساتذة كبيرة ولا يوجد مدفأة كما في السابق فنعاني جدا كالطلاب.”
عن سؤالنا عما إذا طالب المعلمين والمدراء بتحسين هذا الوضع لو قليلا؟ أجابت : لم نحاول في هذا الشأن أبدًا، لأننا منذ سنوات طويلة نطالب بحقوقنا المادية ولم نحصل عليها بعد ليس بإمكاننا الآن أن نطالب بأي شي أخر سوى حقنا الأساسي. أي من حقنا كأساتذة مرحلة ثانوية أن نحصل على ” راتب محترم” يليق بنا فنحن تعبنا وخضنا إمتحان مهم جدا” ونجحنا بكفائتنا كما أننا درسنا عامًا في كلية التربية ولدينا شهادات عليا. فمن بعد إضرابات ومظاهرات كثيرة جدا حتى حقنا الأساسي لم نحصل عليه كما ذكرت. حتّى أنّنا لا نملك بدل نقل يكفينا فعلى سبيل المثال أنا كل يوم دراسي أذهب من زوطر إلى جبشيت ذهابًا وإيابًا. بدل النقل ليس متناسبًا مع الأزمة التي نعيشها منذ مدة طويلة. نحن كأساتذة أصبحنا ” نتحمل كل شيء فقط لنحصل على المساعدات التي نحصل عليها كل شهر. وصرحت المعلمة بأن ” بعض المدراء الأقوياء” في بعض المدارس يعتمدون على الأحزاب السياسية وذوي الأيادي البيضاء في القرى لنيل مطالبهم المتعلقة بتدفئة مدارسهم وغيرها من المطالب. بينما الدولة اللبنانية ليس بإمكانها فعل أي شيء بصراحة. المساعدات هي أقصى ما يمكنها تقديمه. أقول لك مجددًا أن أغلب وأكثر المدارس باتت تعتمد على المصادر الخاصة أي الأشخاص الأغنياء أول المتمكنين من دعم قراهم ومدارس أبنائهم وأبناء بلداتهم. أي أنهم يعتمدون على التبرعات. أما عن التدفئة فلحد هذه اللحظة لم يؤمن لنا أحد أي وسيلة تدفئة، نحن مقبلون على أيام باردة جدا جدا جدا ، سيشعر طلابنا بالبرد، نحن سنعاني معهم ومثلهم وليس لدينا أي من وسائل التدفئة الممكنة.
أما عن حال الثانوية بشكل عام، فنراها أحسن حال من غيرها من المدارس فبنيانها جيد، لا يوجد ” نش ” أو أعمدة مكسورة وغيرها. لا ينقصنا سوى وسائل تدفئة لتأمين بيئة مريحة للتعليم والتعزيز راحة طلابنا ومعلمينا.
لا نخفي عليكم أننا حاورنا بعض الطلاب حول هذا الأمر أيضًا كان جوابهم موحد نوعا ما، إنهم يعانون من البرد وأنهم يبذلون مجهودًا أكبر للتركيز كما أن هذا الطقس وغياب التدفئة يعرضهم للأمراض والنزلات البرد القاسية ويتمنون لو أن الحال أفضل قليلا إلا أن سعيهم لنيل الأفضل يفوز دائما.