«وسام قاسم» المراسل السعيد عين الحقيقة في الميدان
المصور في قناة المنار السعيد «وسام قاسم»
عيتا الشعب «إبراهيم طحيني»
لا يعرف الكسل طريقًا إليه، فهو شاب نشيط لا يؤمن بالراحة، يملأ المكان بحضوره الخفيف وظله اللطيف. دماثة أخلاقه تجعله محبوبًا بين زملائه، وحنانه يظهر جليًا في تعامله مع عائلته وأصدقائه. لكنه، رغم طيبته، يحمل في قلبه شغفًا لا يلين وحبًا لوطنه يدفعه للمخاطرة بحياته كل يوم.
يعمل في مجال الإعلام والتصوير، حيث أصبحت كاميرته امتدادًا لروحه وسلاحًا في معركة الحقيقة. يتنقل بين ميادين الأحداث، متحديًا الخطر، متنقلاً من منطقة لأخرى تحت وطأة الغارات والانفجارات. لا يخشى الظلام ولا يرتجف أمام الخطر، فهو يعلم أن دوره لا يقل أهمية عن أولئك الذين يحملون البنادق في الجبهة. بعدسته، ينقل لنا صورة الواقع كما هو، دون تزييف، يكشف زيف العدو ويفضح جرائمه، ليصل صوته وصورته إلى شاشاتنا الصغيرة، شاهدة على بطولته وشجاعته.
اسألوا عنه زملاءه والمراسلين في باقي القنوات، سيحدثونكم عن الطاقة الإيجابية التي كان يحملها وينثرها بينهم، عن ثقته الكبيرة وإيمانه العميق برسالته. ذو وجه بشوش، لا مكان للخوف في قلبه، يدرك جيدًا المهمة التي يؤديها ومدى أهميتها.
وفي فجر يوم مشحون بالأحداث، كان يؤدي واجبه في تغطية المستجدات، وبينما هو في موقع عمله في حاصبيا ، باغتته غارة غادرة، لم تميز بين الصحفي والمقاتل، لتأخذه مع زملائه ش_هيدًا للواجب. رحل جسده، لكن صوره وكلماته ستبقى شاهدة على الحقيقة التي أفنى حياته من أجلها.