تأخرت الأمطار ونقصت المياه الجوفية .. فهل لبنان أمام أزمة مائية؟!
تقرير: وفاء عساف
شهد هذا العام تأخراً في هطول الأمطار في لبنان؛ وهذا أمر مقلق جداً على صعيد البيئة والزراعة وسيؤثر سلباً على الاقتصاد اللبناني لاحقاً؛ وذلك لأهمية الأمطار في توفير المياه والتوازن البيئي.
وبحسب خبراء المناخ؛ فقد عانى هذا الموسم من نقص حاد في كمية المتساقطات مقارنة بالسنوات السابقة؛ وهذا ما يشعرنا بالقلق وينبّؤنا بتبعات قد تتفاقم وتتطور وتؤدي إلى الجفاف.
وقد أوضح الخبير البيئي كنج أن الأمطار التي شهدها لبنان هذا العام أقل بكثير مقارنة بالعام السابق. حيث قال: “الأمور لا تزال جافة؛ فكافة المنخفضات الجوية تقع في غرب المتوسط وليس في شرقه؛ أو حتى في وسط المتوسط؛ مما يعني أن لبنان لا يزال بعيداً عن هذه المنخفضات”.
أبرز أسباب تأخّر هطول الأمطار:
تعتبر التغيرات المناخية من الأسباب الأهم وراء أزمة تأخر هطول الأمطار؛ وذلك بسبب تغيرات الأنماط المناخية المعتادة والتقلبات التي تتزايد لترفع نسبة الجفاف بالتزامن مع ارتفاع في درجات الحرارة خاصة في الشرق الأوسط.
غياب المنخفضات الجوية نتيجة التغيرات المناخية التي أدت إلى عدم انتظام في فصول الشتاء وهطول الكميات الوفيرة من الأمطار التي تحتاجها التربة والمياه الجوفية.
ارتفاع معدلات التبخر نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بسبب التغيرات المناخية وزيادة فترات الجفاف يساعد في تفاقم الأزمة وندرة المياه.
كل هذه العوامل وتراكمها تشكل خطراً على المستقبل؛ في ظل الانبعاثات الكربونية العالمية دون حسيب أو رقيب؛ مما يؤدي إلى ذوبان الجليد في القطبين وتغير في حركة الرياح؛ وبالتالي يؤثر على أنماط توزيع الأمطار في العالم. ويأتي هنا دور المنظمات والدول في وضع استراتيجيات لإدارة توزيع المياه واستعمالها وحماية الغابات من التصحر أو قطع الأشجار للتكيف مع الظروف المناخية الجديدة.