إعلام العدو يبقى عدوًا
عندما اندلعت حرب غزة، كثر الحديث بين المجموعات الإخبارية والقنوات التلفزيونية عن مصطلح “مصدر عبري” أو “إعلام إسرائيلي” وغيرها من المصطلحات التي تصب في خانة نقل الخبر عن المؤسسات الإعلامية الإسرائيلية.
من المعلوم بأن الإعلام الإسرائيلي هو مصنف ضمن خانة إعلام العدو على الأقل عند أولئك المؤمنون بخط المقاومة وعليه يجب البناء -عند الغوص بهذا المجال- على هذه القاعدة أي الإعلام الإسرائيلي إعلام معادٍ وما يترتب عنه من محاذير يجب الالتفات إليها.
بناءً على ما سبق، فإن الإعلام الإسرائيلي كثيراً ما يلعب دور في الحرب النفسية والمشاركة في عمليات الخداع التي يمارسها الجيش الإسرائيلي في خططه العسكرية، فمثلاً يعمد الجيش الإسرائيلي في كثير من المرات إلى ضخ أخبار معينة من قبيل وقف إطلاق نار أو هدنة في مكان ما ثم يشرع في تنفيذ عملية اغتيال، أو العكس حتى، في الكثير من الأوقات عمد الجيش الإسرائيلي إلى توجيه الإعلام نحو فكرة القيام بهجوم ضد لبنان في السنوات الماضية لكن هذا لم يحصل، ليس لأسباب مستجدة حينها، لكن في الأصل لم يكن هناك أي عمل عسكري.
بالإضافة إلى ذلك، يعمد العدو عبر الإعلام الإسرائيلي إلى توجيه ما يريد إيصاله لجبهته الداخلية، خصوصاً فيما يتعلق بترميم الثقة التي تضررت بعد السابع من أكتوبر.
عدا عن ذلك، تعلّم جيش العدو – كما في كل شيء- من تجربة حرب تموز ٢٠٠٦ وعمل على توثيق ونشر كل ما يمكن نشره بما لا يضر بقواته على الأرض عبر الإعلام سواء عبر صفحاته الرسمية أو عبر صفحات الجنود الإسرائيليين فكانت الصورة لها دويها القوي في بيئة المقاومة، ولولا فضل الله علينا وثبات هذه البيئة ولأنها من مدرسة كربلاء، لانهار المجتمع المقاوم خلال الحرب.
بالخلاصة، الإعلام الإسرائيلي هو ككل المؤسسات الإعلامية، هو إعلام معلّب وموجّه، فيه المصادر المقربة من الجيش وفيه المصادر المقربة من الحكومة وفيه المصادر المقربة من المعارضة، وعليه، هذا العالم يحتاج إلى تخصص وخبرة سنوات لمعرفة ما يكمن وراء الخبر.