ذوي الحاجات الخاصة وإنخراطهم إجتماعياً دون إستغلالهم إقتصادياً تحت عنوان بروبغندا إعلامية

تقرير | الاستاذ علي صلوب

فالإنسانية الحقّة وعلى مرّ العصور كانت تدعو دائماً إلى ضرورة الاهتمام والعناية بالإنسان كفرد، أياً كان هذا الإنسان وبغضّ النظر عن جنسه أو لونه أو عرقه، والعمل بكافة الوسائل والطُرق على توفير الحياة الكريمة له والاستفادة الكاملة من مختلف أنواع الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية المُقدّمة، وكل ما من شأنه أن يُشعِر هذا الفرد بإنسانيّته والإحساس بوجوده في هذه الحياة، وإذا كان كل ذلك مطلوباً على هذا النحو للإنسان العادي ، فإنه أكثر إلحاحاً في الطلب للإنسان الذي أبتلي بأية نقص أو قصور في أيّ جانب من جوانب النمو الإنساني كالجسمي أو العقلي أو النفسي (ذوي الاحتياجات الخاصة).

أن تضيء شمعة خيرٌ من أن تلعن الظلام:

لهذا فإن قضية ذوي الاحتياجات الخاصة (الإعاقة) من القضايا ودمجهم في المجتمع تتطلّب استنهاض الهِمَمَ من الجميع وحراك عالمي من كافة القطاعات العامة والخاصة، كما أنها قضية لا تقتصر على الدور الفردي فحسب وإنما هي قضية مجتمع بأكمله، ولا تحتمل أيّ شكل من أشكال التّهميش أو التقصير، لأنها قضية تعدّدت جوانبها واكتسبت أهمّيتها في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، وذلك نظراً لازدياد عدد الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى العالم فلا تتباهى بهم بهدف كسب شهرة ، أو بهدف إزدياد زبائنك ، لأنه تحول اليوم إلى معلم سياحي لأخذ الصور التذكارية .

هذا وتكمُن أولى الخطوات في معالجة هذه القضية المُهمة والحسّاسة، ببذل الجهود الجبّارة لخلق بيئة مُناسبة لهذه الفئة المُهمّشة من الناس، والعمل على توفير وتسهيل الوسائل والآليات لمشاركتهم في الحياة العامة والانخراط فيها كأيّ فرد طبيعي في المجتمع، ويكون ذلك من خلال تأهيل وتعليم وتدريب كل شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة حتى يتكيّف مع محيطه ومجتمعه، بالإضافة إلى إيجاد بيئة وظروف طبيعية قَدر الإمكان، بحيث تكون خالية من العوائق وشاملة لشتّى جوانب ومرافق الحياة العامة من مواصلات وتعليم وصحة وغيرها من الأمور التي تسترعي فائق الاهتمام لدى هذه الشريحة من المجتمع، وذلك حتى يتم ترسيخ مبادئ التعاون المستمر بين هذه الفئة الخاصة والمجتمع عامة، وطبعاً من دون أن نغفل عن وضع البرامج التربوية والإعلامية المُتكاملة لإزالة بعض الأفكار السلبية العالقة في أذهان المجتمع وأفراده إتجاه ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تحول دون دمجهم ضمن فئات المجتمع المختلفة.

شارك المقال:

زر الذهاب إلى الأعلى