تفاصيل عملية إغتيال للعدو الإسرائيلي في لبنان.. هكذا رُصد الهدف جواً!
نشرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية تقريراً جديداً كشفت فيه تفاصيل عن الإستهداف الذي شنه الكيان على منطقة الشهابية – جنوب لبنان قبل أيام، وأسفرَ عن إستشهاد عنصر “حزب الله” محمد شحوري.
ووصف التقرير شحوري بـ “قائد وحدة الصواريخ والقذائف في قوة الرضوان ضمن القطاع الغربي في جنوب لبنان”، فيما نقلَ أحد الضباط جيش العدو حديثه عن لحظات تنفيذ عمليات الإغتيال التي طالت شحوري الثلاثاء الفائت.
ويسردُ الضابط وهو من رتبة “رائد” ما حصل خلال اليوم المذكور داخل مقره العسكري الذي يرصد من خلاله كل ما يتعلق بجبهة جنوب لبنان، ويقول: “ذهبتُ إلى الخدمة عند السّاعة الـ2 بعد الظهر. حينها، قمت بالتعرف على ما يتم التخطيط له وأمسكتُ بزمام الأمور، لقد رأيت شحوري يخرجُ من منزله ومعه امرأة وطفل. الطائرات الموجودة في الهواء كانت في حالة تأهب وجاهزة لتنفيذ الاغتيال. كُنا بحاجة لتلبية كل الشروط، وأن يحصل كل ما نريده ضمن السياقات التي حددناها سابقاً”.
يلفت الضابط إلى أن شحوري وصل إلى أحد المنازل حيث أنزل السيدة والطفل قبل أن يُكمل قيادة سيارته بمفرده، ويضيف: “حينها، كانت الساعة 4.30 مساء، وقد كان ذلك قبل نحو 40 دقيقة من الهجوم.. حينها، كنا نراقب كل شيء، وقد تم جمع معلومات استخباراتية لفترة طويلة باستخدام مجموعة متنوعة من وسائل الجمع والبحث”.
وأكمل: “في مرحلة ما، وصل شحوري إلى السوبر ماركت في الشهابية وأوقف السيارة عند المدخل. نحن ننتظر.
وفي الوقت نفسه، بدأت في تشغيل السيناريوهات في رأسي: هل سيخرج بمفرده أم مع الناس؟ هل سيعود إلى السيارة لكي أحضر عدة الهجوم؟”.
وأردف: “إنها بالفعل الساعة 17:15. لقد غادر شحوري السوبر ماركت وصعد إلى السيارة، والطائرات جاهزة بالفعل في الهواء وعملية التتبع مستمرة. حينها، وصلت السيارة إلى تقاطع حيث قرر سائقها التوجه إلى الطريق الذي تمّ اعتمادُه مُسبقاً لتنفيذ عملية الإغتيال ضمنه وتنفيذ كل ما هو مطلوب. بعد وقتٍ قصر جداً، حصل الإستهداف والإنفجار”.
ووفقاً للتقرير، فإنَّ الضابط المتحدث ضمن التقرير نفذ عمليات عديدة ضمن لبنان وغزة خلال الحرب الحالية، كما أنه شارك في اغتيال قائدٍ بارزة في “حزب الله” على الجبهة السورية، كما استهدف أيضاً علي عبد الحسن نعيم، نائب قائد وحدة الصواريخ والقذائف في “حزب الله”، في حين أنه نفذ عملية اغتيال القيادي في الحزب إسماعيل باز.
يلفت الرائد “E” إلى أن هناك الكثير من المعلومات الإستخباراتية، مشيراً إلى أنه قبل بدء كل مهمّة في الأجواء عبر الطائرات من دون طيار، تتم عملية مراجعة كل المعلومات المتاحة تحضيراً لكل السيناريوهات المُحتملة، ويضيف: “يبدأ تحضيري لمهمة تنفيذ استهداف ما من خلال دراسة المعلومات الإستخباراتية المنظمة المخزنة لدى القيادة الشمالية. هناك، توجد كل السيناريوهات المرتبطة بالطرقات والمسارات التي سيسلكها الهدف، فيما المطلوب هو إعداد طريقة القصف والتصفية. هناك قدرة على اختيار الصاروخ المخُصص لتلك العملية وذلك من أجل اختيار أفضل الأسلحة. كذلك، يمكن لأي شيء أن يكون له تأثير، فالطريق والأماكن التي يمر بها الهدف قد تكون مؤثرة كثيراً على العملية”.
وتابع: “عليك أن تصل إلى النقطة التي تكون فيها كل الطائرات في الأماكن الصحيحة وتكون جاهزة لأمر إطلاق النار الصحيح. في معظم الحالات، يكون الواقع مختلفًا تمامًا عما خططت له، وذلك لعدد لا يحصى من الأسباب في الحرب يكون اتخاذ القرار سريعاً وعليك أن تعرف كيفية الاستفادة من الفرص”.