بنت جبيل تشيّع الشهيدة سمر السيد محمد بموكب مهيب

شيّعت مدينة بنت جبيل وجمهور المقاومة الشهيدة سمر جميل السيد محمد التي استشهدت، أمس الأحد، جراء العدوان الإسرائيلي الذي استهدف سيارتها قرب حاجز للجيش اللبناني في بلدة كفرا الجنوبية.

موكب التشييع الحاشد انطلق من أمام منزل الشهيدة وجاب طرقات المدينة، بمشاركة: عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله وعضو كتلة التنمية والتحرير النائب أشرف بيضون ومسؤول منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله عبد الله ناصر، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء وحشد من أبناء مدينة بنت جبيل والبلدات المجاورة.

وفي كلمة له، قال فضل الله: “تنضم الشهيدة سمر إلى قافلة الأمهات العامليات الشهيدات اللواتي زرعن الأرض حبًا وعطاءً ودمًا، ليبقى هذا الجنوب عزيزًا، فقد دفع هذا الجنوب من دماء أمهاته وأطفاله ومقاوميه ضريبة الدم دفاعًا عن لبنان وانتصارًا للشعب المظلوم في غزة”، وأضاف: “أمام هذه الشهادة وهذا العدوان الصهيوني المتمادي، ومن وحي هذه المظلومية، ومن وحي هذه الأم المعطاءة، نود أن نؤكد اليوم على مجموعة من النقاط، خصوصًا من أرض المقاومة والحدود من بنت جبيل التي هُزم على أبوابها هذا الكيان المحتل”.

وتابع: “أمام كل استهداف للمدنيين، يأتي رد المقاومة الإسلامية الحتمي على مستوطنات العدو، هذا ما تقوم به في مواجهة كل اعتداء، وهذا ما يفهمه العدو جيدًا، بأن المساس بالمدنيين هنا تحت أي ذريعة لا يمكن التساهل معه، والمقاومة ستستمر في الرد على أي استهداف للمدنيين في أي مكان في لبنان”.

ورأى فضل الله أن :”العدو تمادى في الأيام والأسابيع القليلة الماضية في اعتماد سياسة الاغتيالات ضد المقاومين، ظنًا منه أنه بهذا الأسلوب يمكنه أن يؤثر على خياراتنا، أو أن هذا التصعيد يمكن أن يغيّر من معادلة المواجهة على الحدود، لكن هذا العدو لم يتعلم من التجارب الماضية في التسعينييات عندما كان يمارس الاغتيالات مباشرة أو بالمتفجرات، بأنه أمام كل دم لشهيد يسقي هذه الأرض، يولد آلاف المجاهدين المستعدين للشهادة دفاعًا عن بلدهم”، وأضاف: “مثل هذه الاغتيالات لا يمكن لها أن تؤثر على إرادة المقاومة التي تعمل وتبدع من أجل أن تجد الحلول المؤاتية، وأن تفرض المعادلات المناسبة التي تردع هذا العدو وتجعله يدفع ثمنًا جراء هذه الاعتداءات”.

وأكد أن: “هذا العدو يطلق التهديدات، ويرسل الرسائل، وبأساليب متنوعة، من خلال استهداف البنى المدنية والبيوت، ومحاولة فرض توازن التهجير ما بين الشمال عنده والجنوب عندنا، أو يهددنا بحرب واسعة”، مشددًا على :”في المقاومة وبكل وضوح، لدينا الاستعدادات الكاملة لأي احتمال، وكل الاحتمالات مطروحة أمامنا، وأيًا تكن هذه الاحتمالات والخيارات، فإن الانتصار هو المآل النهائي لبلدنا ومقاومتنا وشعوب أمتنا”.

وقال إن: “كل ما يطرحه العدو لن يغيّر في المعادلة، فهذه حرب الخيار الواحد، وخيارنا أن نستمر في المقاومة، وخيار العدو أن يوقف هذا العدوان، وهذه هي المعادلة، إيقاف العدوان الصهيوني على غزة، هو الذي يمكن أن يفتح الباب أمام أمور أخرى، وأمّا غير ذلك، فلا مجال له”.

وختم فضل الله بالقول: “لشهيدتنا سمر وللأم العاشقة لبنت جبيل التي كانت هنا في هذه الساحة في يوم شهادتها، وللأم التي حدثت نفسها بالشهادة وربت أبناءها على درب المقاومة، نقول لها لقد نلتِ الخاتمة السعيدة، ولئِن كان في القلب حزن على فراق هذه الأم، ولئِن كان في القلب ألم لكل نقطة دم، ولكنه الألم الممزوج بالفخر والعزة والكرامة والتحرير، فلقد سعيتِ من أجل أن تكون هذه المدينة مدينة المقاومة والانتصارات، ودعوتِ الله أن يمُن عليها بالنصر، ومنّ الله عليكِ بالحسنيين بالنصر والشهادة”.

شارك المقال:

زر الذهاب إلى الأعلى