التقدير السياسي لعملية إغتيال صالح العاروري

📄 التقدير السياسي لعملية إغتيال صالح العاروري

📄 لماذًا صالح العاروري وفي هذا التوقيت ؟

اختار الاسرائيلي هذا التوقيت في عملية الإغتيال التي نفذها في الضاحية الجنوبية قبيل وصول الموفدين الأمريكي والفرنسي إلى لبنان واللذان يحملان طرحًا دبلوماسيًا لنزع ضمانات أمنية من المقاومة الإسلامية في لبنان حول الوضع القائم على الحدود الشمالية لفلسطين منذ الثامن من تشرين أول ٢٠٢٣.
عمليّة الإغتيال هذه هي رسالة بالنار تستبطن الأهداف التالية:

١. ضغط واقعي مرافق للطرح الدبلوماسي الإسرائيلي
٢. ضرب ضابط الإرتباط والتنسيق بين حماس من جهة وحزب الله وإيران من جهة أخرى
٣. إفهام حزب الله أنه ليس بمأمن من الضربات الموجعة في حال استمرّ بدعم الفصائل الفلسطينية
٤. سلب الأمان عن الضاحية الجنوبية لبيروت ما يشكّل عامل ضغط إضافي على الحزب
٥. محاولة صناعة نصر في معركة طوفان الأقصى

وقد استفاد الكيان الإسرائيلي من مجموعة من المعطيات التي بنى عليها حسابه هذا وهي:

١. تقديره أن الحزب لا يريد الدخول في حرب كبرى الآن
٢. الرد على هكذا عملية من المفترض أن يكون محسوبًا وموضعيًا
٣. الاستفادة من الأزمة الاقتصادية الموجودة في لبنان التي تحول دون أن يخوض الحزب حربًا كبرى
٤. الضغوطات الرافضة للحرب من بعض التيارات السياسية في لبنان

كل ذلك قد يكون بعضًا من الحسابات الخاطئة من الحكومة المتطرّفة في الكيان والتي قد تعود عليهم بنتائج معكوسة، إذ أن أجواء الحزب كانت تعبّر بشكل مسبق عن فشل هذه العملية الدبلوماسيّة قبل ولادتها مما يرجّح سيناريو توسّع رقعة المعركة بشكل أكبر، والآن بعد عمليّة الاغتيال يزداد هذا الخيار ترجيحًا لأنه من المحتّم أن تقوم المقاومة بردٍّ قاسٍ لكي تضع القواعد في نصابها وتمنع أن ينشأ مسار الاغتيالات، وأن يتخطّى العدو الخطوط الحمراء ولكي تُبقي المقاومة على مسارها في الفصائل في غزّة حتى توقّف العدوان واستنزاف العدوّ ، لكن ما لا يمكن ضمانه هو الحسابات الخاطئة من الجانب الإسرائيلي مجددًا، التي قد تأخذ المنطقة إلى واقع أشدّ تعقيدًا خصوصًا مع حكومة تهرب اليوم إلى الأمام هربًا من المحاكمة والسقوط السياسي واستغلالًا للدعم الدولي الغير مسبوق في محاولة لجرّ الحلف الغربي إلى مستنقع غرب آسيا بشكل فاعل.

يقينًا كلّه خير.. اللّهم إن أظهرتنا على عدونا فجنّبنا البغي و سدّدنا للحق و إن أظهرتهم علينا فارزقنا الشَّهادة و اعصمنا الفتنة

شارك المقال:

زر الذهاب إلى الأعلى