علي مرتضى | هل يتم تحرير فلسطين بالضربة القاضية؟
الاعلامي علي مرتضى
طبعاً كان هذا الافتراض جزء من بروبغندا استهدفت حزب الله بالايام الماضية، تحت عنوان: “وليش الحزب ما بيفوت على الجليل و بيحرر القدس”
طبعاً السيد نصر الله اجاب على هذا السؤال الافتراضي حينما تحدث عن جزئية ان التحرير لا يحدث بالضربة القاضية بل بالنقاط.
بدايةً، سر نجاح معركة طوفان الاقصى التي نفذتها حماس هي عنصر المفاجأة الى حانب التنفيذ المتقن، اسرائيل لم تتوقع يوماً اجتياحاً من غزة، فكيف اذا كان ذلك في عيد الغفران والناس نيام وسكرانين عندهم، ومن دون اي مقدمات ومن دون ابلاغ احد في محور المقاومة ضمناً..
عنصر المفاجأة حقق نجاح لحركة حماس جعلها تدخل المستوطنات وتثبّت فيها اكثر من عشرين يوم تقريباً، ومن بعدها عاد القتال الى ملعب حماس في غزّة.
من المؤكد ان حماس لم يكن هدفها الاحتفاظ بالمستوطنات، هذا عسكرياً مستحيل، الانجاز هو الدخول واحداث الضرر، ومن ثم القتال من غزة، الملعب الرئيسي.
باي حال، وعلى قياس ما حدث مع حماس، فحزب الله ومنذ اكثر من عشر سنوات يتحدث عن اجتياح الجليل، وهذا ما دفع الاسرائيلي الى وضع خطط للدفاع عن المنطقة، هذه الخطط فُعِّلت مباشرةً بعد طوفان الاقصى حيث اصبح هناك خطوط دفاع امامية وخلفية مؤلفة من ٣ فرق عسكرية، اضافة الى نصف سلاح الجو، اضافة الى منظومة القبة الحديدية، وصولاً الى البوارج الغربية بالبحر، بالتالي العدو متيقّظ، الذبابة اذا مرت بالشمال يتم اسقاطها حالياً، وعنصر المفاجأة مفقود تماماً، بالتالي منطقياً الآن هو اسوأ توقيت لتنفيذ خطة اجتياح الجليل.
بالعلم العسكري الموضوع صعب جداً ومكلف جداً وقد لا ينجح، مجدداً عنصر المفاجأة مهم، وقد يكون باهمية التحضير العسكري، فنجاح العملية كما حدث في طوفان الاقصى منوط بان يُضرب العدو بموقع ضعف وعدم استعداد وليس حين يكون متيقظ وجاهز.
لذلك عسكرياً من يتحدث عن انطلاق معركة تحرير فلسطين بضربة قاضية هو يتحدث حديث شعبوي فقط، اما واقعياً وعسكرياً الموضوع يكون بالقطعة، وعبر مراكمة الانجازات، وطبعاً بعد معركة طوفان الاقصى غير ما بعدها، فوجه الصراع تغيّر واقتربنا خطوة من التحرير.
الان في هذه المعركة، الهدف ان تنتصر المقاومة في غزة وان تنتصر حماس في غزة، وهذا يحدث بالاساس عبر مقاومي غزة وصمود اهلها، وعبر عمليات دعم عسكرية من الجبهات المقاومة المستعدة للوقوف مع حماس، العراق، سوريا، اليمن، لبنان، وطبعاً حبهات الدعم هذه تكون بطريقة تتناسب مع ظروف المعركة في غزة وبالتنسيق بين قيادات محور المقاومة، حيث تتصاعد حدة العمليات مع تصاعد الحرب في غزة وتتباطئ مع تباطئ الامور بغزة، حتى تدرك اسرائيل انها لن تحقق هدفها بمحو حماس او احتلال القطاع، هكذا ستتوقف الحرب، كما حرب تموز، وبعدها يحدث تبادل اسرى، وعلى الارجح ستفرض المقاومة تغيير ظروف الحصار على غزة وبحث ملف اعادة الاعمار.
سر النصر باي معركة عسكرية هو الهدف الواقعي، وسر هزيمة اسرائيل منذ ٢٠٠٦ ان اهدافها خيالية، لا تقعوا بفخ الشعبوية، وتقعوا بالفخ الذي وقعت فيه اسرائيل بنصب اهداف عالية لا يمكن تحقيقها في الظروف الحالية.
هؤلاء قتلونا في سوريا والعراق ولبنان وغزة والضفة، وهزيمتهم النهائية المتمثلة بتحرير القدس بالظروف الحالية لا يمكن ان تحدث بضربة قاضية، الا اذا تغيرت الظروف ودخل الجيش السعودي والاماراتي والتحالف العربي الذي حارب اليمن، والجيش المصري والاردني وقرروا ان يساعدونا ويدخلوا المعركة… حينها ممكن ان تتحرر فلسطين بضربة قاضية… لذلك فلتتفضل الشعوب العربية التي تريد من حزب الله وحده تحرير القدس، وتضع يدها مع حزب الله، لنتكل ع الله ونحرر القدس بضربة قاضية، من الاردن ومصر و لبنان سوياً، اما اذا بقوا حرس لاسرائيل كما هم الآن، فليسمح لنا شعوبهم ولا يزايدوا علينا و يعلمونا كيف يجب ان تتحرر فلسطين، بينما جيوشهم مكتفة الايدي.