ملاك درويش | من بوابة حقوق الإنسان وحرياته! المثـ|ـية في المنصّات، كيف نحمي أطفالنا؟
الأستاذة ملاك درويش
لطالما سمعنا بمصطلح “الحرب النّاعمة” في الآونة الأخيرة ومررنا عنه مرور الكرام، علمًا أنّ كلمة ناعمة في هذا الإطار فتّاكة بطريقة سلسلة، إذ أنها تدخل في مجريات حياتنا اليومية بهدوء زاحفة نحو قوالب شخصياتنا كما يزحف الثعبان! ولكن هل سألنا أنفسنا عن مدى تأثيرها على أنفسنا وأنفس أبنائنا؟ بعد الجواب هذا التساؤل يجب التطرق الى موضوع أدوات الحرب الناعمة وكيفية التحصين من هذه الحرب الناعمة الصلبة في تأثيرها.
يقوم الإعلام اليوم بمختلف أنواعه المرئي والمسموع والإلكتروني الذي يُعدّ الأخطر في هذه المرحلة نظرًا لوفرته بين أيدينا بشكلٍ متاح سلب منا الكثير، ببثّ محتوى سلوكي داعم للمثلية ومناهض للشذوذ الذي لا يقبله العقل ولا الفطرة ولا شيء، قُولبَ تحت مسمّى الحرية.
وفي هذا السياق، إنّ المثلية الجنسية عبارة عن سلوك وأفكار منحرفة ترفضها الفطرة السليمة، وينتشر هذا السلوك الشاذ بكثرة في الدول الغربية، يُروج له مجموعة من الأفراد والجمعيات شعارهم “علم قوس قزح” وهو رمز الفخر للمثليين والمثليات ومزدوجي الجنس والمتحولين جنسياً.
بدأ شعارهم يغزو الأسواق التجارية يُطبع على الملابس، ألعاب الأطفال، وحافظات المأكولات لبعض الشركات العالمية وغيرها من السلع، وبدأت أفكارهم المنحرفة تتسلل وتنتشر بين الشباب والمراهقين من خلال وسائل الإعلام المختلفة، السوشل ميديا، والقنوات الفضائية.
وفي قبال ذلك، يجب علينا أن نقوم بدور تثقيف الأطفال وتربيتهم على القيم والمبادئ الانسانية واتباع طرق لحمايتهم من غزو ‘المثلية’.
بادئ ذي بدء، علينا تثقيف الأطفال جنسياً منذ الطفولة بالتحدث معهم عن خصوصية أجسامهم وكيفية الحفاظ عليها وعدم السماح للآخرين بلمس المناطق الخاصة أو كشفها أمامهم، وكذلك توعيتهم بالتغيرات الجسمانية والنفسية التي يتعرضون لها في سن المراهقة والبلوغ وعدم تركهم فريسة سهلة لمصادر غير موثوقة لاستقاء المعلومات الخاطئة والمغلوطة مثل مواقع السوشل ميديا أو الأصدقاء.
والتّشديد على أهمية تربيتهم على القيم والأخلاق منذ نعومة أظافرهم واحترامهم لذاتهم والاعتزاز بهويتهم الجندريّة، وعدم السماح لهم بتقليد الجنس الآخر أو التشبه بهم، وإيجاد البيئة الصالحة لهم وذلك بمساعدتهم وتشجيعهم على الصحبة الصالحة وهي من أفضل ما يعين على الاستقامة وإبعادهم عن رفقاء السوء اقتداءً بكلام رسولنا الكريم (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).
من هنا علينا التصدي لكل مدافع عنهم، لأن المثلية الجنسية سلوك تحرمه جميع الأديان السماوية، تحدث عنه القرآن الكريم واعتبره جريمة دينية وأخلاقية وكبيرة من الكبائر وأطلق عليه اسم (اللواط)، قال تعالى (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِۦٓ أَتَأْتُونَ ٱلْفَٰحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍۢ مِّنَ ٱلْعَٰلَمِينَ) الأعراف /80، لذلك على المجتمع ككلّ والمجتمع الإسلامي رفض هذا السلوك الشاذ وعدم إقراره لما له من أضرار على الفرد والمجتمع مثل قطع النسل، تفكيك الأسر، وانتشار الأمراض.