منطقة جبل عامل الثانية كرّمت إعلاميي المنطقة

كرّمت منطقة جبل عامل الثانية في حزب الله إعلاميي صيدا والبقاع الغربي والنبطية والزهراني باحتفالٍ أقيم في مدينة صيدا بمناسبة عيد المقاومة والتحرير ورعاه مسؤول العلاقات الإعلامية لحزب الله محمد عفيف ، وحضره مسؤول القسم الإعلامي لحزب الله في المنطقة أحمد تيراني، مسؤول قطاع صيدا في حزب الله زيد ضاهر، عضو مجلس إدارة قناة المنار يوسف وهبي و شخصيات وفعاليات والإعلاميين.

وبعد كلمةٍ ترحيبية من مدير المكتب الصحفي لحزب الله في منطقة جبل عامل الثانية عماد عواضة كانت كلمة راعي الحفل مسؤول العلاقات الإعلامية لحزب الله محمد عفيف والذي قال فيها: خجلي أمام الأصدقاء يلزمني بالخروج من انغلاقي الإرادي، لا سيما في مناسبة عزيزة من مناسبات بلدنا الحبيب وحزبنا العظيم ومقاومتنا الباسلة إذ يحق لنا الإحتفاء بالذكرى التي لا مثيل لها ولن يكون يوم أبداً أبهى من 25 أيار حتى لو لم تنصفه كتب التاريخ المدرسية.

وتابع : يكفي أنه يعيش فينا وفي قلوبنا وأرواحنا وفي قلوب عوائل الشهداء والمجاهدين وفي قلوب الجنوبيين الذين عانوا مرارات الإذلال وعسف الصهاينة، وفرح العمليات الاستشهادية، فكيف إذا كان هذا اللقاء في صيدا بوابة الجنوب وعاصمته التي سبقت إلى الحرية بعدما كانت سباقة في المقاومة وإرادة القتال ولا تزال صور نزيه القبرصلي في القلب والعقل والبال.

وأضاف : الشكر لكم أيهاد السادة الإعلاميين لأنكم كنتم جزءاً من عمل المقاومة طيلة 40 عاماً، قمتم بتغطية أخبارها وعملياتها البطولية ومجاهديها وشهدائها، وساهمتم ولا ريب بدور بارز في استنهاض شعب وإحياء أمة وضخ المعنويات في أجيال كاملة. وإن رسائلكم الهاتفية وتغطياتكم الخبرية وصوركم الميدانية ستظل في البال دائماً وشكرنا إزائها قليل، وأنتم شركاء النصر حتى من موقع المختلف مع المقاومة في تحرير أهديناه عام 2000 لكل لبنان ولكل اللبنانيين ، والشكر لأنكم كنتم جزءاً أصيلاً من أضخم حدث إعلامي حصل يوم الأحد الماضي وكنتم بين أكثر من ستماية إعلامي وصحافي من مختلف وسائل الإعلام العالمية والإقليمية والمحلية ومواقع الإعلام الالكتروني، وبعضهم جاء من عمّان أو القاهرة أو من اسطنبول حيث مقراتهم الإقليمية خصيصاً لتغطية هذا الحدث الفريد من نوعه، وهو مناورة قتالية رمزيّة بالذخيرة الحيّة أمام وسائل الإعلام، وهو حدث لا سابق له على الإطلاق. وكنت حريصا أن يكون الإعلاميون الجنوبيون من صيدا وصور والنبطية في مقدمة المشاركين في هذه التظاهرة الفريدة والتجربة المميزة رغم أني راسلت إدارات المؤسسات نفسها في بيروت، ورغم أنهم أرسلوا لي رسائل بالموافقة الفورية إلا أني كنت حريصا على حضوركم ومشاركتكم، وهذا بعض وفاء لكم، علماً أني تلقيت العديد من الإتصالات و الرسائل من الراغبين في متابعة هذا الحدث النوعي مباشرة من أرض الواقع و لكني فضّلت أن يبق الأمر كما كان مخطّطا له وهو أن يكون مخصّصا للإعلاميين حصراً.

و قال : إذا كنت من موقعي كمسؤول للعلاقات الإعلامية في حزب الله قد نلت بعض الثناء والتقدير من بعض زملائي وقد أخجلوا تواضعي وعزوفي عن التباهي والإدعاء الزائف على تنظيم هذه المناورة منذ أن كانت فكرة في العقل قبل أن تنتقل إلى حيز التنفيذ وتصبح حقيقة ملموسة واقعية، فإن الثناء الحقيقي والشكر غير المحدود هو لأولئك الجنود المجهولين في الأرض المعلومين في السماء، أبطال الهيجاء و فرسان الوغى الذين بمناورتهم الرائعة، وجهدهم الكبير وإنجازهم العظيم دبّوا الرعب في قلب العدو وأرسوا الطمأنينة في نفوس أبناء شعبنا العظيم .

ولفت عفيف إلى أن وسائل الإعلام والإعلاميون وصانعو المحتوى والناشطون في وسائل التواصل الإجتماعي بتغطية مكثفة للمناورة وقد راقبت وتابعت على مدى الأيام الماضية تلك التغطية والمتابعة والرصد الكثيفة بمختلف اللغات المحكيّة من غرب العالم إلى شرقه وترددت أصداؤها عبر آلاف محطات وسائل الإعلام العالمية، ونقلوا صورة بهية عن قوة المقاومة واقتدارها على مستوى التدريب والتنظيم والجاهزية ليوم آتٍ لا ريب فيه.

وأكد انه بالطبع كنا نتوقع حملة تجَنٍّ محلية من سياسيين آثرنا عدم الرد عليهم، ومن وسائل إعلام نعرف مسبقا توجهها السياسي وعدائها الصريح للمقاومة منذ ان كانت إلى اليوم، ولكنا آثرنا أن نوجه لهم الدعوة وأن نرحب بهم وأن نقوم بواجبهم بما يلزم وبما نقدرعليه من حفاوة في الإستقبال والتعامل بما نحن عليه دون أن نخدش شعور أحد بما يسيء إليه، وتعاملنا معهم معاملة الأصدقاء والأحبة، وفتحنا لهم أبواب المعسكر بكامل إرادتنا وحريتنا وصفحات قلوبنا، ونتفهم حتى ما كتبوا ونشروا انطلاقاً من أنهم أبناء شعبنا وأهل بلدنا الذي ليس لنا فيه أعداء ولم نتدخل إطلاقا في عملهم أو توجيه أخبارهم، ايماناً منا بحرية الكلمة واحترام الاختلاف والتنوع.

وأشار إلى أنه مع ذلك حقٌ لنا أن نرد على مانشيتات من نوع “استعراض الترسانة” “وماذا جنى حزب الله؟” وتقارير تلفزيونية تتباكى على السيادة ولايرونها عندما تناور وتعربد إسرائيل في سمائنا وبحرنا، وتصريحات مسؤولين وظيفتهم الحقيقية هي نحن، ومن هذه الوظيفة يأكلون ويمارسون دورهم السياسي و إلا كانوا عند أسيادهم ومموّليهم ورعاتهم هامشا خارج المتن والنص .

أولا: لم نستعرض إلا جزءاً بسيطاً للغاية من قدراتنا العسكرية، وفي النهاية هي مناورة رمزية مليئة بالرسائل والدلالات والإشارات إلى من يجب أن يفهم و يتلقى هذه الرسائل. أما قدراتها الحقيقية المخفية التي يبحث عنها العدو في الليل والنهار ومن أجلها يجنّد العملاء ويرسل طائرات الإستطلاع فهي القوة التي سوف يراها مباشرة في الميدان عندما يأتي الإذن و يصدح المؤذن.

ثانيا: كما لاحظتم جميعا فإن المناورة بالكامل هي مناورة هجومية بحتة باتجاه الجنوب، من أسر الضابط الصهيوني، إلى الهجوم على حاجز صهيوني، إلى سائر المهارات القتالية التي استعرضها المجاهدون وصولاً إلى الهجوم على المستوطنة الصهيونية في شمال فلسطين الحبيبة وتحررها وإسقاط العلم الإسرائيلي عنها ورفع العلم الأصفر إلى عبور الجدار وسواها من المعاني الرمزية، وبالتالي فهذه المناورة في الشكل لم تكن أبدا موجهة إلى الداخل اللبناني وقد قلنا ذلك صراحة في الميدان نفسه على لسان راعي المناورة حتى تسمع ذلك كل أذن واعية و قلب حي.
وعلى العكس من ذلك فإنا ندعو الجميع للإستفادة من قوة المقاومة وقدراتها بصفتها عنصر أمان لبنان من العدوان، كما حدث في تجربة استعادة الحقوق النفطية الغازية من بحرنا ومياهنا، بدل التصويب عليها ورميها بالشكوك والإتهامات والسهام التي تعلمون ونعلم أنها لا تؤثر فينا ولا في معنوياتنا.

ثالثا: أولئك الذين سألونا ماذا جنى حزب الله من المناورة؟ سنقول لهم ماذا جنى لبنان من المناورة، إن الذي قدّم التضحيات وروى الأرض بالدماء وأتى بالإنتصارات ويحظى بتأييد شعبه وأمّته، ولديه الآلاف المؤلفة من الجنود المقاومين الذين لو أمرهم القائد السيد المنصور بإذن الله أن يحملوا على الجبال لأزالوها لم يكن يبحث عما يجنيه من مكاسب لا سياسية ولا معنوية و لا إعلامية، اللهم ما يجنيه لبنان من ردع للعدوان ودبّ الرعب ومناخ الهزيمة داخل كيان العدو، ولو أنكم اطّلعتم على تعليمات الرقابة الإسرائيلية بتجنب الحديث عن المناورة لعلمتم كم فعلت فعلها وألقت بظلها الثقيل على كيان بيت العنكبوت .

وأخيرا إلى الأرعن وصاحب الحسابات الخاطئة، وعلى الأرجح أنك لم تدرك بعد معاني الإنكفاء من اليمن، ومغازي التفاهم السعودي الإيراني وظلاله على المنطقة، وعودة سوريا الكريمة إلى الجامعة العربية بعد سنوات الصبر والصمود الثقيلة التي تكللت بالإنتصارات، ومعنى سقوط التطبيع، ومعنى أن تطلق القذائف في عرمتى فيسمع صداها في تل أبيب. نقول لك مجددا ليس للمناورة أي بعد داخلي لا سيما عند ربطها ضمن حساباتك الخاطئة برئاسة الجمهورية. إن رئاسة الجمهورية تصنع حصرا في مجلس النواب بالصورة الديموقراطية الحقيقية و التوافق الداخلي، أما عرمتى وكسارة العروش وجبل الريحان وإقليم التفاح ومعسكرات المقاومة فتصنع المجد والإنتصار والخلود.

وختم عفيف : أهنئ وزير الإعلام الصديق الأستاذ زياد مكاري على اختيار بيروت عاصمة للإعلام العربي، في توقيت ممتاز بعد انحسار العاصفة، وتصفير الخلافات. أنا مؤمن أن بيروت هي العاصمة الدائمة للإعلام العربي حيث تتوافر الحرية والتنوع والاختلاف والتعدد والإبداع، بعيدًا عن اللون الواحد والصوت الواحد والرواية الرسمية والحجب والمنع ومحاكمة المغردين، ولكن أيضًا يا معالي الوزير بعض الإعلام اللبناني مريض، مريض بالتحريض والتشجيع على الفتنة وتعميق الانقسامات والتركيز على ما يفرّق لا ما يجمع وبالإثارة على حساب الموضوعية والصدقية، وبالحملات المأجورة المدفوعة الثمن التي تُزكم روائحها العفنة الأنوف، وحيث تستضيف الإرهابيين على الهواء، وحيث تستخدم مفردات سوقية وعبارات نابية لا تليق لا بالإعلام ولا الإعلاميين، على أمل أن تُشكّل مبادرة بيروت عاصمة للإعلام العربي فرصة طيبة لإعادة الاعتبار إلى قيم ومواثيق المهنة الصادقة والشريفة ، الرحمة للشهداء الأبرار وكل نصر وأنتم بألف خير.

وفي الختام وزعت الدروع التقديرية على المحتفى بهم.

شارك المقال:

زر الذهاب إلى الأعلى