خطاب السيد الرئاسي: فرنجية أو الفراغ
بديبلوماسية معهودة تناول الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاستحقاق الرئاسي خلال كلمته امس. وضمن اطار سرد التطورات الاقليمية، تناول نصرالله التطورات الرئاسية مؤكدا بشكل لا يقبل الشك استمرار الحزب بدعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، المرشح الطبيعي لرئاسة الجمهورية، كما وصفه.
لم يذهب نصرالله الى تصعيد عالي السقف لعدة اسباب، اولا لان فرنجية يتقدم بالنقاط على كل خصومه، وهذا ما لمح اليه خلال الخطاب، وبات اليوم المرشح شبه الوحيد بإنتظار توافق المعارضة على شخصية تواجه رئيس المردة في المجلس النيابي، وثانيا لانه لا يريد المساهمة في قطع الطريق بشكل نهائي على اي تقاطع ممكن مع “التيار الوطني الحر”.وبحسب مصادر مطلعة فإن نصرالله وجه رسائل واضحة، بأن التوافق على مرشح من قبل المعارضة وتعطيل جلسة الانتخاب لن يغير شيئا في المسار الذي يتبعه حزب الله، اذ سيبقى مرشحه ذاته، ما يعني ان الاطراف السياسية التي تعتقد ان الذهاب الى مرشح مضاد سيؤدي الى الوصول الى مرشح توافقي مع “الثنائي الشيعي”، عليها ان تعيد حساباتها.وترى المصادر ان نصرالله، ومن خلال اشادته بحكومة تصريف الاعمال ورئيسها نجيب ميقاتي، اكد امرين، الاول انه سيبقى الى جانب فكرة اجتماع الحكومة وعملها وانتاجيتها، والثاني ان القوى المسيحية التي تعطل الاستحقاق الرئاسي انما تصيب الموقع المسيحي الاول وتجعل الفراغ فيه مستمراً، وهذا ان كان يضر البلد، فهو يضر المسيحيين بشكل اساسي، في الوقت الذي تستطيع الدولة تسيير امورها من خلال حكومة تصريف اعمال.اذا، قد يكون نصرالله اراد القول ان الكباش الرئاسي امر مشروع، وان التعطيل سلوك سياسي ديموقراطي متاح، لكن هذا الامر سيؤدي الى استمرار الفراغ لا الى التسوية والتنازل من قبل “قوى الثامن من اذار”، مما يعني ان قاعدة فرنجية او الفراغ التي لمح اليها اكثر من قيادي في حزب الله لا تزال سارية.اهمية كلام نصرالله انه يأتي بعد زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للسفير السعودي في لبنان وليد البخاري، وفي ظل التقارب الحاصل بين حلفاء الحزب الاقليميين مع الرياض، مما يوحي بأن الكباش الداخلي سيأخذ اتجاهات مختلفة، اذ لن يكون الحزب في مواجهة السعودية في الداخل اللبناني في المرحلة المقبلة.