فشل المساعي الاميركية… ودمشق تستعيد دورها في الحضن العربي
لم يكن مفاجئاً في الأشهر الاخيرة حجم الاندفاعة العربية عامة والخليجية خاصة باتجاه سوريا، إذ من الواضح أنه بعد انتهاء العمليات العسكرية وسيطرة الدولة السورية على غالبية أراضيها، بات التوجّه العام في ظلّ ما تشهده الساحة العربية من احتقان على مختلف الملفات، بضرورة احتواء دمشق ولمّ الشمل العربي بهدف تخفيف التوترات، وإعادتها الى موقعها في جامعة الدول العربية
تجاوز كل الاعتراضات واكد استعادة دمشق لمقعدها في جامعة الدول العربية وبالتالي إمكان مشاركة الاسد بحسب تصريح أمينها العام أحمد أبو الغيط عقب اجتماع لوزراء الخارجية العرب.ولعلّ تبعات التقارب العربي مع سوريا وإعادتها الى جامعة الدول العربية سيطال مختلف المحيط الاقليمي لسوريا، وتحديدا لبنان الذي يمكن أن يشهد في المرحلة المقبلة عودة ما يشبه “السين – سين” اليه، في ظلّ اقتراب العلاقات الخليجية – السورية نحو نوع من انواع التحالف المقنّع. كما أن هذه الخطوة الكبرى في مجال العلاقات العربية – العربية وبعد كل ما حصل يعني أيضاً أن دمشق باتت اليوم أكثر تأثيراً في الملفات الاقليمية ويعني أن حلفاء السعودية وحلفاء دمشق في مختلف الدول وتحديداً في لبنان لن يعودوا قادرين على فتح اشتباك بينهم، أضف الى ذلك ان هذا التقارب يحصل بالتوازي مع تقارب ايراني – سعودي لا يقلّ اهمية عن اعادة سوريا الى جامعة الدول العربية.