عريس الربيع “علي أشمر”
في العشرين من آذار/ مارس 1996 فجّر الإستشهادي علي منيف اشمر نفسه في أول عملية من نوعها داخل المنطقة المحتلة عند مثلث رب ثلاثين- عديسة بقافلة صهيونية مؤلّفة من عدّة شاحنات وسيارات، تم تدميرها بالكامل وأدخلت الإحتلال في مواجهة أسلوب جديد من العمليات الإستشهادية التي اعتمدتها المقاومة الإسلامية. هذا النمط من العمليات نطق أولى كلماتها “ذو الفقار” حقًا وصدقًا فاستحال جسده نارًا تحرق المحتل الصهيوني.
في الذكرى السابعة والعشرين على العملية البطولية لقمر الاستشهاديين، موقع “العهد” الإخباري يستذكر المناسبة في مقابلة مع والده الحاج منيف أشمر الذي كشف عن بعض جوانب حياة عريس الربيع.
“الشهيد تربى في منزل ملتزم دينيا محافظ على التردد إلى المسجد رغم ولادته وترعرعه حتى العاشرة من عمره خارج لبنان،ليلتحق مباشرة عند العودة الى البلد بجمعية كشافة الإمام المهدي “عج” ومنها انضم الى صفوف المقاومة الإسلاميّة في عمر الثامنة عشر عاما تقريبا” بهذه الخلاصة السريعة يحدثنا الحاج منيف عن البدايات.
الحاج منيف لم يكن يعلم بالتحاق نجله بخط المقاومة كون علي كان يتحلى بصفات الهدوء والكتمان ويحظى بثقة كبيرة من والديه الأمر الذي جعله يحظى بحرية الحركة دون ان يضطر الى ان يخبرهم بحقيقة عمله الجهادي. متى اضطر علي للكشف عن السر؟ يجيب الحاج منيف “العهد”: “بعد فترة وجيزة اضطر علي إلى إعلامي بالأمر بسبب عزمه على السفر لإجراء دورة تدريبية عسكرية في الخارج لثلاثة أشهر وكان ذلك عبر رسالة مكتوبة تركها، ولم يكن ذلك تبليغا شفهيا”.
*ماذا بعد تلك الدورة الطويلة؟*
يروي الحاج منيف لـ”العهد” أنه بعد عودة علي من تلك الدورة العسكرية التحق بمحاور المواجهة والالتحام مع العدو، ليستمر غيابه هناك حوالي خمسة عشر يوما في كل مرة، إلا أن عودته في المرة الأخيرة كان بغير وقتها المعتاد، علمنا فيما بعد أن السبب في ذلك كان اختياره للقيام بالعملية الاستشهادية، لكن عندما سألته حينها عن عودته المبكرة ادعى خضوعه للتأهيل عسكري تجنبا لكشف السر وكانت هذه زيارته الأخيرة التي استمرت مدة يومين قبل تنفيذ العملية الاستشهادية”.
بحنين المشتاق لولده والصابر المفتخر يتحدث الحاج منيف أشمر عن تفاصيل اليوم الحدث: “بعد إعلان المقاومة عن تنفيذ عملية استشهادية عند مثلث رب ثلاثين- عديسة اجتاحنا الشعور بالنصر كما كل أهل المقاومة، وزعنا الحلوى فرحا ولكنني لم أكن أعلم وعائلتي أن المنفذ هو ولدي علي رغم الشعور الذي راودني في تلك اللحظة عن ذلك اليقين”.
*كيف تبلغ الأهل الخبر؟*
يقول الحاج منيف “عند الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم الجمعة الحادي والعشرين من آذار زار منزلنا سماحة الشيخ حسين كوراني رحمه الله برفقة ولدي الشهيد محمد حيث كان من عادته زيارتنا للتباحث في أمور متعلقة بهيئة دعم المقاومة الإسلامية، إلا أنني هذه المرة بادرته بالسؤال “علي منفذ العملية؟” وكان شعوري صادقا، وكان ذلك قبل نصف ساعة من عقد المؤتمر الصحفي الذي سيعلن فيه سماحة السيد حسن نصرالله اسم منفذ تلك العملية”.
في ختام حديثة لـ”العهد” ريالة خاصة من والد الاستشهادي علي أشمر إلى الشباب يحثهم فيها على “تمتين التزامهم الديني والسير خلف مسيرة المقاومة والجهاد لحفظ التضحيات والانتصارات التي خطتها دماء الشهداء وأن لا يكون جهادهم من أجل مال أو سلطة خاصة في ظل ما يحيكه لنا العدو ونعيشه من ضوائق على مخلتف الجبهات”.