“التناسب” للكاتب زياد الزين المسؤول التنظيمي لإقليم بيروت في حركة أمل
يقول احد خبراء السياسة الدوليين: “ان درجة الحقد والتعصب السياسي تتناسب طردياً مع مقدار العدوانية الكامنة في اللاوعي” كأنه كان يستشرف، ان ثمة من سيدعي في لبنان اتقان فن السياسة، الذي وبالرغم من المدة الزمنية التي قطعها في التنقل والمواقع المكتسبة، بأشكال تشبه الاقطاع السياسي إلى أقصى الحدود، حيث العائلة هي القطبة الظاهرة ؛ ما زال في مرحلة المراهقة السياسية ان احسنا الظن ، او في مرحلة اللاوعي الحاقد، ان تم توصيف الواقع دون ان نتخذ اي موقف مسبق.
لا يحق لأحد ضمن المسار الديمقراطي طبعا، أن يسأل لماذا وصلنا إلى القعر ؟ حتى لا استخدم كلمة ” جهنم ” المقتبسة من أدبيات حملها أصحابها ليدفنوا رؤوسهم في الرمال، ويختبئون وراء سواتر بشرية، ستطاردهم كالقلق المستيقظ بعد علاجات التخدير. وهو ما نعتقد انه ” صار الوقت” ، وان الاستعراض لا يتكئ على اكتاف الوهم مهما كانت درجة التمظهر في عضلات رخوة ، هي نتاج جهاز عصبي مختل.
السؤال الوحيد المشروع كيف يمكن لمناصرين لتيارات سياسية عابثة بالكيد احتضان لغات سقطت منذ زمن؛ ان لا يتنبهوا عند كل اطلالة حدث صادم ؛ ان العداد التصاعدي للأزمات ترافق مع حقبة تائهة في تاريخ لبنان الحديث وبالتزامن مع فراغ صنع في لبنان ، وان صاحب المنتج وكيل حصري ومحتكر تباعا.
لا يمكن أن تدار سياسات البلد بالجولات والصولات التي تقدم الأنا وتسوق الذات الأنانية ، وتدعم الوجوه بمساحيق السحر .
ان الأزمات اكبر من ان تختزلها قرارات استنسابية وردات فعل آنية، فهي تحتاج إلى سياسات جريئة تحاكي مصاعب الناس وأوجاعهم. والأخطر القريب، قلقهم على المصير الذي أصبح هاجسا يرتبط بلقمة الحياة المغمسة قهرا بالذل، ولأن اي مقالة لا يمكنها الإحاطة بكل عناوين الألم والجوع والخوف التي يسببها قحط ذهني يربط المواطن بكسب سياسي ، في لعبة من المحرمات الأخلاقية المفتوحة على احتمالات الربح والخسارة ولا يغلب دونها أحد العناصر ، باعتبار ان المكونات التي يتشكل منها البلد مصاغة في شطر وعجز لا يمكن للرابط وهو ” التلميذ المبتدئ” مهما صنف نفسه بسمو الذكاء ان يطيح بتوازنهما على قواعد تجانس البحور ، فهي مكونات لا تنشطر وهي متلازمة شرقا وغربا ، محليا ، مع تخفيض سقف الرهانات الدولية الممجوجة برفع سقوف المطالب وحجم التنازلات والقناعات.
ومع غياب الارادة في إصلاحات هيكلية و” اللبيب من الإشارة يفهم” ، فإن معدلات الهدر ستبتلع كل تحسينات وهمية في الرواتب والأجور ، وتجعل من موازنة الدولة ورقية غير رقمية ، ما يذكرنا على سبيل المثال بغياب الصحيفة المطبوعة ، وولادة نظم المواقع الإلكترونية الضخمة.
لقد اجتاحتنا نظرية اتهام الخصوم بكل الافتراءات على قاعدة ” هم” ولم تصدف مرة ان نطقوا باعتراف واقرار ” نحن” ، من يصر على اعلاء شأن الشفافية وحصرها في مسار واحد ، من يعمل على اختزال المشرقية في تيار سياسي واحد، ويختزل الانفتاح والعروبة اللذين يظللا قوة وصلابة المسيحية التسامحية ، وفق منطق ومفهوم الشراكة في الوطن ومركزية القرار؛ وليس شرذمة القرار وفدرلة المؤسسات ، هل شارك. ” المحافظون الجدد ” في انتخاب رئيس المجلس النيابي ، هل قاموا بتسمية رئيس للحكومة ؟ هل سهلوا أي مشاورات في أي من المستويات التي تتطلب قرارات موحدة في الرؤية من يعطل جميع المؤسسات اليوم لصالح استنهاض نظام كونتوني يذيب الطائف خشية من آلية إلغاء الطائفية السياسية.
لماذا حياة كل اللبنانيين قائمة صباحا ومساء على أساليب التهويل التي يمارسونها ، لماذا التشكيك بكل المؤسسات بما فيها الأجهزة الأمنية والقضائية ، أليس ما يجري حقنة بالعضل لصالح الارتفاع الجنوني بسعر الدوالار ، و ….. بما يعيدني الى عنوان المقالة. أين اوزانكم ، لا نسبة ولا تناسب ، للأسف..