العاصفة “فرح” تشتدّ في يومها الثاني
لا يزال لبنان تحت تأثير العاصفة الثلجية “فرح”، مع مستهل شهر شباط، حيث تشهد مختلف المناطق اللبنانية بردًا قارسًا، وأمطارًا غزيرة، فيما الثلوج غطت المرتفعات وقمم الجبال، وتدنّت درجات الحرارة بشكل كبير في المنطقة الحدودية الجنوبية، مما دفع المواطنين إلى ملازمة منازلهم إلاّ للضرورة، كشراء الخبز والغذاء والمحروقات لزوم التدفئة، وإقفال المدارس أبوابها تنفيذًا للإضراب.
وسيطرت العاصفة “فرح”، والبرد القارس على مرجعيون ومنطقتها، وحاصبيا والعرقوب، وبلاد الريحان وجبل عامل، مصحوبة برياح قوية، وأمطار لم ينقطع سيلها، وزخات من البرد، وغطت الثلوج قمم جبل الشيخ ومرتفعات شبعا والعرقوب، ابتداء من 1300 م فما فوق.
واشتدَّت العاصفة الثلجية بعد ظهر امس في البقاع، وتساقطت الثلوج على المرتفعات الجبلية بدءًا من 1200 متر وما فوق، وبقيت الطرقات الدولية والرئيسية سالكة، وعلى المرتفعات الجبلية 1300 متر وما فوق بقيت سالكة أمام السيارات ذات الدفع الرباعي والآليات المجهزة بسلاسل معدنية.
وأفادت دائرة العلاقات العامة في بلدية بيروت ببيان، بأنّه “بسبب تداعيات المنخفض الجوي الذي يسيطر على لبنان والذي يحمل معه أمطارًا غزيرة تترافق مع رياحٍ قوية قد تصل الى سرعتها الى 85 كلم في الساعة وتشكل خطرًا على السلامة العامة، يطلب محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود من المواطنين الكرام التقيد بالارشادات الوقائية الصادرة عن المراجع المختصة وعدم الاقتراب من الكورنيش البحري للعاصمة بيروت، أو محاولة الاقتراب من الشواطئ والممرات المؤدية اليها على طول امتدادها مع حدود مدينة بيروت، وذلك بسبب ارتفاع موج البحر جراء العاصفة، حفاظًا على سلامتهم”. كما قام فوج حرس مدينة بيروت بتكليف من محافظ بيروت بإخلاء الكورنيش البحري من الرواد والمارة حفاظًا على سلامتهم.
*فرق وزارة الأشغال تنقذ مواطنين محتجزين بفعل الثلوج بعد فتحها الطرقات المقفلة*
في غضون ذلك، واصلت فرق وزارة الأشغال عملها بالرغم من الصعوبات والتحديثات، حيث قامت آليات من “مركز زحلة الكرك لجرف الثلوج” التابع لوزارة الأشغال العامة والنقل الليلة الماضية بإنقاذ ثلاث سيارات جيب كانت تمارس هواية الـ”off road” احتجزتها الثلوج في منطقة الغرفة الفرنسية في جرود صنين على مسافة الساعة والنصف الساعة عن الطريق العام لترشيش زحلة، بعد تلقي المركز اتصالًا من مركز الدفاع المدني في زحلة وقوى الأمن الداخلي.
وقامت جرافات الوزارة الأربعاء بفتح الطرقات المقفلة بالثلوج في منطقة عيناتا، دير الأحمر، بشوات أمام عدد من الباصات المدرسية كانت قد احتجزتها الثلوج، وأمَّنت عودة التلامذة إلى المنازل. وكانت وزارة الاشغال قد ناشدت المواطنين مرارًا وتكرارًا في بيانات سابقة، بـ”عدم التوجه إلى المناطق الجبلية خلال العاصفة حفاظًا على سلامتهم”.
وجدَّدت الوزارة مناشداتها للمواطنين “عدم سلوك الطرقات الجبلية في ظل الطقس العاصف والمثلج”، مشددةً على “ضرورة التقيد بإرشادات الأجهزة الأمنية حفاظًا على سلامتهم”.
*أضرار مادية جراء العاصفة*
ومن أضرار العاصفة والرياح العاتية، إقتلاع مزروعات وخيم بلاستيكية في سهل مرجعيون وحوض الحاصباني، وارتفاع منسوب الحاصباتي والليطاني والوزاني. وأدّت غزارة المتساقطات، إلى تفجر العديد من الينابيع جنوبًا، وتدفق شلالات المياه، لا سيما شلالات الحاصباني والماري، وفي المقدمة شلال جزين.
كذلك أدت العاصفة التي تضرب لبنان إلى خسائر فادحة في بساتين الحمضيات والموز، وتسببت الرياح العاتية باقتلاع الخيم البلاستيكية، إضافة الى المزروعات والخضار. ونتج عن العاصفة التي ترافقت مع أمطار غزيرة مصحوبة بحبات برد كبيرة، تفاقم الخسائر في القطاع الزراعي عمومًا، وانهيارات في الحقول الزراعية وحيطان الدعم كما بعض المنازل في مدينة صور.
وشهدت المنطقة الساحلية الممتدة من منطقة الحسب في صور، ما يُسمى شاروق هواء، أضرارًا جسيمة بالمحال التجارية على جانبي طريق بلدة دير قانون رأس العين.
وألحقت العاصفة المستمرة حتى الخميس حسب الأرصاد الجوية أضرارًا مادية في القطاعات السياحية والزراعية والتجارية في منطقة صيدا نتيجة هطول الأمطار الغزيرة وسرعة الرياح، الأمر الذي أدّى إلى اغلاق المطاعم والمقاهي على طول الخط البحري في صيدا، كما استمرّ توقّف الملاحة في مرفأ صيدا وحوض صيادي الأسماك، حيث لازم مئات الصيادين اليابسة بعدما تعذّر عليهم الابحار.