المُقاومة ليست بحاجة الى غطاء .. نصرالله: صفة الرئيس ليست للمزايدة

رحّب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في مهرجان “الوفاء والكبرياء”، في الذكرى الثالثة لاستشهاد القائديْن اللواء قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس، بالحضور الكريم والمبارك، واضاف: أشكركم على المحبة والعاطفة والدعاء والصدقة، وأحبّ أن أطمئنكم بعد ما قيل في الإعلام “الإسرائيلي” والخليجي، أن لا داعي للقلق نهائياً.

وتابع: أتوجّه بالتبريك بعيد ميلاد السيد المسيح (ع) ورأس السنة الميلادية الجديدة وأتمنى أن تكون سنة خير وفرج وأمل للشعب اللبناني وكل شعوب المنطقة.

وقال نصرالله: أحد العوامل التي تكشف لنا عن عظمة أي شخص أو مكانته أو جوهره هو عمله في الدنيا وما أنجزه، ونحن نكتشف من خلال عظيم عمل الشهيد القائد قاسم سليماني حقيقة جوهره ومكانته.

عندما دخل القائد قاسم سليماني إلى منطقتنا كان يتوفّر له وبين يديه عوامل أساسية، من بينها شخصيته هو، بصدقه وإخلاصه، والشهيد القائد قاسم سليماني كان يتّكئ ويستند إلى قائد حكيم وعظيم وشجاع ومدبّر هو سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي.

واشار الى ان الحاج قاسم لم يكن جنرال الولاية بل جندي الولاية، وهكذا عاش في حياته.

واضاف: كانت لدينا ذكرى شهادة الصديقة الكبرى السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وذكرى سنوية لعدد من علمائنا، آية الله الشيخ مصباح اليزدي والعلامة الشهيد الشيخ نمر النمر، وفقدنا في الاسابيع الماضية عدداً من أعزائنا وشهدائنا، أتوجه اليهم بالتعزية جميعًا.

واكد على ان الحاج قاسم استطاع من خلال عقله وحضوره الدائم ودأبه أن يربط قوى المحور وأن يوجِد تنسيقاً قوياً وأن يدخل إلى كلّ قوة ليزيدها قوةّ ودعماً، وهو ساهم في إعطاء الأمل في الشدائد من خلال الحضور في الخط الأمامي.

خلال عقدين من الزمن، واجه الحاج قاسم نسختيْن من المشروع الأميركي، أوّلها المشروع الأميركي الثابت في منطقتنا القائم على الهيمنة.

واضاف نصرالله: المشروع الأميركي في المنطقة هو مشروع الهيمنة والسيطرة والتسلّط والإمساك بكل شيء، وفي قلب هذا المشروع “إسرائيل”، النسخة الأولى من المشروع الأميركي بدأت عام 2001 بعد استلام جورج بوش الإبن الرئاسة، وأفغانستان لم تكن في الخطة وفق ما نُشر.

المشروع الأميركي الأول في المنطقة انتقل في ما بعد إلى ضرب المقاومة في فلسطين ولبنان، ولو نجحت الحرب في لبنان لأكملت على سوريا والمقاومة في فلسطين.

وتابع: 11 أيلول أعطى قوة دفعٍ للمشروع الأميركي لدخول أفغانستان والعراق والاقتراب من إيران وسوريا.

واشار الى ان المقاومة العراقية هي التي فرضت على الإدارة الأميركية أن توقع اتفاقاً مع الحكومة العراقية عام 2008، وهي التي صعّدت حتى فرضت على القوات الأميركية أن تخرج من العراق.

وآخر تداعيات النسخة الأولى من المشروع الأميركي كان الانسحاب الأميركي من أفغانستان العام الماضي.

واضاف: الذي أطلق المقاومة في العراق هم العراقيون، من قادة وعلماء وفصائل، والجمهورية الإسلامية الإيرانية دعمت هذا الاتجاه، وهنا كان حضور أبو المهدي المهندس حضوراً فاعلاً إلى جانب حضور الحاج قاسم.

وتابع: بدأت النسخة الثانية من المشروع الأميركي في المنطقة مع أوباما، ثم اكتشف الأميركيون أن “إسرائيل” تفشل في تحقيق أهداف الحروب، ليستفيدوا لاحقاً من بداية الأحداث في تونس عام 2011، لتتدحرج الأحداث بعد ذلك في مصر وليبيا والبحرين.

مرحلة النسخة الثانية من المشروع الأميركي هي أخطر من الحروب، وفي هذه النسخة أخذت الحروب طابعاً داخلياً مع تقاتل الشعوب في ما بينها، والأسوأ هو استخدام العناوين الطائفية ومجيء التكفيريين، وهذه النسخة هي نسخة تدمير شعوب وجيوش ومجتمعات.

النسخة الثانية من المشروع الأميركي فشلت في تحقيق أهدافها وفي إخضاع إيران والعراق وفلسطين وسوريا ولبنان واليمن، بل أطلقت عناصر قوّة جديدة في منطقتنا.

واضاف نصرالله: بعد إخفاق المشروع الأميركي بنسختيْه، رأى ترامب أنه يجب أن يوجّه ضربة حاسمة للنقطة المركزية في هذه الجبهة، فكان تبنّيه العلني لعملية اغتيال القائديْن قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.

وقال: إيران أخذت مواقف قوية ولم تخضع وكان التشييع المليوني التاريخي للقائدين سليماني والمهندس لا سابق له في البشرية، بعد أن كان ترامب ينتظر تشييعاً هشّاً، وكانت الولادة الجديدة للجمهورية الإسلامية في إيران.

واضاف: بعد استشهاد سليماني سقطت صفقة القرن ولبنان تبث قواعد الاشتباك وسوريا ثبت القواعد السياسية.

وقال: نحن أمام حكومة “إسرائيلية” جديدة من فاسدين ومجرمين ومتطرفين ومتشدّدين، وهذه الحكومة لا تخيفنا على الإطلاق، وربما نتفاءل بتعجيل نهاية الكيان المؤقت على أيدي هؤلاء، من خلال ارتكاب حماقات وأخطاء قد تودي بهم إلى الهاوية.

واضاف: أريد أن أضمّ صوت المقاومة في لبنان إلى صوت فصائل المقاومة في فلسطين لأقول إن التعرض لمقدسات المسلمين والمسيحيين من قبل الصهاينة لن يفجر الوضع في فلسطين فقط بل في المنطقة بأكملها.

نحن حاضرون وجاهزون ولن نسمح بأيّ تغيير في قواعد الردع والاشتباك مع لبنان بأي شكل من الأشكال.

وفي موضوع الرئاسة قال نصرالله: حقنا الطبيعي المطالبة برئيس لا يطعن بالمقاومة، والمقاومة في لبنان ليست بحاجة الى غطاء، هذه الصفة للرئيس ليست للمزايدة، بل هذا طبيعي، لأن رئيساً لا يطعن المقاومة لا يأخذ البلد إلى حرب أهلية بل إلى الحوار والتوافق، وفي ذلك مصلحة وطنية.

واضاف: لمن ينتظر توافقاً سعودياً- إيرانيّاً، فإنّ يران لا تناقش الانتخابات الرئاسية ولا تتدخّل في الشأن الداخلي اللبناني، منذ اليوم الأول للمفاوضات النووية الإيرانية وحتى اليوم الأخير، الجمهورية الإسلامية لا تفاوض إلا على الملف النووي، وقد ثبت ذلك خلال السنوات الماضية.

ومن ينتظر المفاوضات النووية قد ينتظر عشرات السنين فهل نبقى عندها من دون رئيس للجمهورية؟ وايضا من ينتظرون توافقا سعوديا ايرانيا هم جاهلون.

واشار الى ان اللقاءات السياسية التي حصلت مؤخراً هي إشارات جيدة ونرحّب بها وأقول للجميع لا تنتظروا الخارج.

وعن موضوع الخلاف بين التيار والحزب قال: الاشكال أو الخلاف الذي حصل بين حزب الله والتيار الوطني الحر حريصون على معالجته بالتواصل وستكون هناك لقاءات قريبة، ونحن حريصون على العلاقة.. بالسياسة اذا وضعنا يدنا بيد أحد لا نبادر الى نزع يدنا واذا نزع الطرف الثاني يده فنحن لا نلزم أو نجبر أحدًا.

واضاف: نحن دائماً نفضّل النقاش الداخلي مع الحلفاء ونحرص على الأدبيات في حال كان النقاش علني.

وختم نصر الله قائلا: لن ننزع يدنا من يد صديق أو حليف.

شارك المقال:

زر الذهاب إلى الأعلى