المستشارية الثقافية الإيرانية في لبنان كرمت السفير فيروزنيا
كرمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السفير محمد جلال فيروزنيا لمناسبة انتهاء مهامه الدبلوماسية في لبنان بحضور نخبة من الشخصيات اللبنانية يتقدمهم نائب رئیس المجلس الإسلامي الشیعی الإعلی سماحة الشیخ علي الخطیب، وزیر الإعلام الدكتور زیاد مکاري، وزیر الأشغال العامة والنقل الدكتور علي حمیة، رئیس کتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد، رئیس اتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، مسؤول العلاقات الخارجية في حركه أمل الدكتور علي بردي، مسؤول العلاقات الدولیة والعربیة في حزب الله النائب السابق السيد عمار الموسوي، مدير عام قناة المنار ورئيس المجلس الأعلى لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية الحاج ابراهيم فرحات، مستشار دولة رئیس مجلس النواب الأستاذ نبیه بري الأستاذ علي حمدان، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف، رئیس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع الأستاذ عبد الهادي محفوظ، رئيس تحرير جريدة البناء النائب السابق ناصر قندیل، عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن بغدادي، رئيس الجامعة الإسلامية الوزير السابق الدكتور حسن اللقیس، ممثل العلامة السيد علي فضل الله سماحة الشيخ محسن عطوي، مسؤول الأنشطة الإعلامية في حزب الله الشیخ علي ضاهر، رئيس المركز الإستشاري للدراسات والتوثيق الدكتور عبدالحليم فضلالله، رئيس مركز باحث للدراسات الاستراتيجية الدكتور يوسف نصر الله، ممثل المجمع العالمي لأهل البيت (ع) السيد حسن التبريزي، وعدد من الإعلاميين والسياسيين وأهل الفكر والقلم.
بداية تحدث الملحق الثقافي للجمهورية الإسلامية الايرانية في لبنان سماحة السيد محمد رضا مرتضوي فأعرب عن محبته لسعادة السفير السيد محمد جلال فيروزنيا باعتباره الناصح والموجه على رأس الدبلوماسية الإيرانية في لبنان.
وقال السيد مرتضوي: إن تكريمنا للسفير فيروزنيا ليس لأنه سيغادرنا إلى موقع آخر لخدمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بل لأنه ترك أثراً طيباً في نفوس اللبنانيين رسميين وغير رسميين، وإنه سيبقى في الذاكرة لما قام به من عمل وتواصل وتنسيق وسهر في سبيل الارتقاء بالعلاقات بين البلدين الشقيقين، لبنان وإيران.
وأضاف متوجهاً إلى المكرّم بالقول:
ستغادر لبنان، لكنك ستبقى في قلوبنا بعد أن حفرت في مشاعرنا صدقك ومحبتك وهدوءك وسعة اطلاعك ونظرتك الثاقبة في خفايا وخلفيات وأبعاد القضايا الشائكة التي وقفت في بعض الأحيان حائلاً دون تطوير العلاقات الأخوية بين لبنان وإيران.
وأشار الملحق الثقافي إلى أنه “يُكتب للسفير مساهمته الأكيدة في تحقيق ما يصبو إليه الشعبان اللبناني والإيراني من تعميق لمستوى العلاقات بينهما”.
وختم قائلاً: نعم، نجحتم سعادة السفير في إنجاز أصعب المهام الدبلوماسية والشعبية رغم حراجة الأوضاع في لبنان ورغم الحملات المغرضة بحق الجمهورية الإسلامية الإيرانية وما قدمته للبنان إيماناً من قياداتها بأن لبنان يستحق منا الكثير والكثير، وما تقدمه إيران ما هو إلا القدر اليسير من واجبنا كإيرانيين باتجاه لبنان وشعب لبنان الشقيق.
بعد ذلك شكر السفير محمد جلال فيروزنيا المستشارية على هذه المبادرة الطيبة وقال: أغرب عن بالغ سروري واعتزازي بوجودي في هذا اللقاء المعنوي الراقي بحضور باقة عطرة من أهل الفكر والثقافة والمعرفة والتنوير، تمثل الوجه الحضاري للبنان الشقيق، الذي نعتز بالعلاقات الأخوية الطيبة التي تجمعنا به منذ زمن بعيد. وما أجمل أن يكون التلاقي بين الشعوب الحية مبنياً على أسمى الركائز وأعظمها، الفكر النير والخلق والابداع. وكما تعرفون أيها الأحبة فقد لعب أسلافكم دوراً بالغ الأهمية في التأسيس لهذه العلاقات من خلال هجرات علمية وثقافية متبادلة مهدت لهذا التفاعل الخلاق الذي عبر عن نفسه بأشكال مختلفة على مر التاريخ.
أضاف فيروزنيا: وبعيداً عن المجاملات المعهودة في مثل هذه المناسبات، أقول أن العمل في لبنان له نكهة مختلفة عن العمل الدبلوماسي في أي بلد من بلدان العالم، فمن الناحية الوجدانية يشعر المرء أنه في وطنه الثاني، نظراً للمحبة التي يشعر أنه محاط بها، سواء على مستوى التعاطي مع أبناء هذا الشعب الشريف، أو من خلال التواصل مع معظم النخب السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية”.
وقال: أما من الناحية العملية، فالنشاط الدبلوماسي في لبنان هو أيضاً مختلف عما هو سائد في أماكن أخرى، نظراً لأهمية هذا البلد والحضور السياسي الفاعل للأطراف الإقليمية والدولية في ربوعه، إضافة إلى الغنى الديني والثقافي، وتنوع المرجعيات السياسية والروحية، والأحزاب على اختلاف مشاربها وتوجهاتها وانتماءاتها، ناهيك عن الجامعات والصروح العلمية والمراكز الثقافية، إلى الإعلام الناشط والحاضر في كل الساحات… هذا الموزاييك يجعل من الساحة اللبنانية مختبراً حقيقياً للتفاعل مع كل هذا الواقع المتشعب، ويعطي حيوية غير اعتيادية لمساحة العمل الدبلوماسي، ويشكل علامة فارقة في سجل أي شخصية دبلوماسية مرت من هنا.
وأشار السفير محمد جلال فيروزنيا إلى أنه حاول خلال السنوات الأربعة التي أمضاها في لبنان أن يعمل على تمتين العلاقات المميزة بين البلدين الشقيقين وتعزيز التعاون الثنائي بينهما على أكثر من صعيد، سائلاً الله أن يكون قد وُفّق في ذلك.
وقال السفير محمد جلال فيروزنيا: ولا شك أن الأعوام القليلة الماضية شكلت مرحلة عصيبة جداً للشعب اللبناني على المستويات الإقتصادية والحياتية والمعيشية لأسباب تعرفونها أكثر مني. من هنا بذلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية كل ما في وسعها لمساعدة لبنان وقدمت كل العروض الممكنة لدعمه في مجال المشتقات النفطية وبناء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية وتوفير المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية.. وقد قمنا بكل هذه المبادرات شعوراً منا أن لبنان هو اليوم أحوج ما يكون إلى دعم أشقائه وأصدقائه الأوفياء.
وتابع: ونحن على ثقة تامة أن لبنان العزيز سيتمكن من اجتياز هذه المرحلة الصعبة من تاريخه كما تمكن من خوض غمار كل التحديات السابقة وترويضها، بفضل شعبه الأبي وقواه الحية ونخبه المخلصة التي تمثلون طليعتها وحملة شعلتها ومقاومته الباسلة التي باتت صمام الأمان الذي وقف سداً منيعاً أمام كل المخاطر والأهوال، فطرد الإحتلال الإسرائيلي ودحر الإرهاب التكفيري وها هو اليوم غدا العين الساهرة على حقوق لبنان في ثرواته الطبيعية ومياهه الإقليمية.
وختم كلمته بالتأكيد على “ضرورة تزخيم الروابط الثقافية بين بلدينا الشقيقين حيث شهدنا خلال السنوات الأربعة المنصرمة نشاطاً مكثفاً لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال مستشاريتها الثقافية وبقية المؤسسات المعنية للمضي قدماً في تحقيق هذا الهدف الطموح من خلال كل الفعاليات والأنشطة والمنتديات الثقافية والفكرية التي جرت على هذا الصعيد.
وشكر السفير محمد جلال فيروزنيا للملحق الثقافي السيد مرتضوي على محبته الأخوية الصادقة وتنظيمه حفل التكريم وكل الشخصيات التي شاركت في هذا اللقاء التكريمي، متمنياً لهم جميعاً دوام الصحة والنجاح والتألق، وقال مختتماً كلمته: ولا أقول وداعاً بل إلى اللقاء المتجدد دائماً إن شاء الله على دروب الخير والمحبة”.
بعد ذلك اُقيمت مأدبة غداء على شرف الحاضرين.