حديقة إيران في مارون الراس
تصوير: آلاء حمادي
إن موقع بلدة مارون الراس، مقابل الأراضي الفلسطينية المحتلة، جعلها محط نظر العدو باستمرار، هكذا كان الأمر سنة1978، حيث احتلها العدو بعد أن قاومته، وقدّمت شهداء، وهكذا فعل بها سنة 2006، بعد أن صمدت في وجهه لأيام عديدة،
ونظراً لرمزية البلدة، وتضحياتها، وموقعها، فإنها استحوذت على اهتمام الجمهورية الإسلامية في إيران، لإقامة مشروع سياحي فيها، كان عبارة عن حديقة كبيرة، مميزة، يقصدها المهتمون من معظم المناطق اللبنانية، وكانت ساحة رئيسية لعدد من المناسبات الوطنية.
أقيمت الحديقة في مكان جميل جداً، يشرف من الجنوب على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن الشرق على جبل الشيخ وهضبة الجولان، وقد أنفقت الجمهورية الإسلامية أموالاً طائلة لتنفيذ هذا المشروع الحيوي، للمنطقة كلها، وقد شيّد في الحديقة مجسم صغير لمسجد «قبة الصخرة»، وأنشئ ملعب لممارسة لعبة التدريب العسكري الجديدة، للصغار والكبار،وكذلك تم القيام بتنفيذ ملعب ميني فوتبول حديث جداً.
الحديقة أصبحت محطة رئيسية للجولات التي تقوم بها وفود لبنانية وعربية ودولية، وإيرانية على وجه الخصوص، ولكل زائر يريد أن يرى الأراضي الفلسطينية المغتصبة. وبحسب القيمين على المشروع، وبلدية مارون، فإن الهيئة الإيرانية للمساهمة في إعادة إعمار لبنان، «عملت على إنشائها، على مساحة 25 ألف متر مربع من أملاك البلدية، ويجري العمل على توسيعها لتصل مساحتها إلى 80 ألف متر مربع، وقد شيّد بداخل الحديقة 33 طاولة مستديرة، لاستضافة الزوار، على عدد أيام حرب تموز، ومساحة خضراء منفردة، بداخلها سبعة مقاعد، على عدد شهداء الوعد الصادق في مارون الراس، إضافة إلى كافيتريا، ومسرح، سيبنى على شكل مدرج، يطلّ على مستعمرة «أڤيڤيم»، وحديقة ملاعب للأطفال، وبرج مراقبة بعلو 12 متراً، وقناطر حجرية، ومسجد وموقف للسيارات، يتسع لأكثر من 1500 سيارة، وبئر كبير لتجميع المياه، وفي الحديقة أيضاً 5000 شجرة متنوعة، والحديقة مفتوحة للجميع..» .
وحول الحديقة، يتحدث رئيس بلدية مارون الراس، عن دور إيران في إقامة هذا المعلم السياحي المتميز فيقول: «بعد انتهاء حرب تموز سنة 2006»، هبّت الهيئة الإيرانية لإهداء بلدة مارون الراس نصراً جديداً، تمثل بإقامة منتجع سياحي لا مثيل له في الجنوب اللبناني، من حيث رمزية المكان وعنوانه، فعنوان المنتجع هو البلدة التي سطّرت أجمل المواجهات مع العدو الصهيوني، وكبّدته خسائر مادية ومعنوية كبيرة، أثّرت في سير الحرب التي شُنت على المقاومة وأهلها.
أما المكان الذي يحتضن المنتجع، الذي حمل اسم «حديقة إيران» فهو يقع على مرتفع شامخ قبالة فلسطين المحتلة، يشرف على عدة مستوطنات إسرائيلية، بمدى يتراوح بين 20 إلى 30 كلم (نظري) داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وينظر إلى هذا المكان بعزّ وفخر، حيث حاول العدو تدنيسه، وتدميره وتخريبه وحرقه» فتحول إلى مكان سياحي متميز، يرتاده الكبار والصغار على حدٍّ سواء.
لقد أرادت الهيئة الإيرانية ان ترسم على أرض الواقع لوحة، تجتمع فيها الورود والأزهار والرياحين والأشجار على اختلاف أنواعها، كما يجد القاصد إلى المكان ملعب كرة القدم، والملعب الجهادي الريبالPaint ball، والمطعم وصالة الندوات والمؤتمرات، والكافيتريا ومربط الخيل، والخيم المجهزة بكل ما تتطلبه العائلات لقضاء يوم جميل، والمسجد، الذي هو عبارة عن مصغّر لمسجد الصخرة، تعبيراً عن ضرورة إبقاء هذا الرمز في أذهان ووجدان الأجيال، وعدم نسيان القدس الشريف».
يتابع رئيس البلدية قائلاً: «لا يكاد يمر يوم، إلا ونرى قوافل الزائرين إلى هذا المعْلَم الرائع، من وفود محلية وأجنبية، وفعاليات سياسية وحزبية وثقافية وإعلامية، وأهلية وجمعيات، بحي أن سجل الحديقة الذهبي يكاد يمتلئ بعبارات وشهادات وتواقيع الشرفاء، الذين يأبون إلا أن يشاركوا مارون الراس نصرها واعتزازها وفخرها، والوقوف على أرض حديقة إيران، مقابل الأراضي الفلسطينية المحتلة، يقدمون بذلك دعمهم المادي والمعنوي للمقاومة وجمهورها وأهلها.
إنها حديقة إيران، حديقة الشرفاء، تتربع بعزّ وإباء مقابل أعداء الله، المفسدين في الأرض، شذّاذ الآفاق، بني صهيون، الشكل، كل الشكر، للجمهورية الإسلامية في إيران، وللهيئة الإيرانية لإعادة الإعمار، على هذا الصرح السياحي، الجهادي، على أحد ثغور المقاومة، مارون الراس.