لماذا يرفع الطول الزائد من خطر الإصابة بالسرطان؟
أظهرت دراسة حديثة أن الأشخاص أصحاب القامة الطويلة أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسرطان، مع ارتفاع الخطر بنحو 10% لكل 10 سم فوق متوسط الطول.
وقال باحثو جامعة كاليفورنيا، Riverside، إن زيادة نسبة الطول تزيد من خطر الإصابة بالسرطان لدى النساء بنسبة 12%، مقارنة بنسبة 9% لدى الرجال.
وتشير النتائج إلى أن وجود المزيد من الخلايا في الجسم، بسبب الطول الزائد، يؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بالمرض القاتل. وفي الوقت نفسه، يبدو أن بعض أنواع “التقزم” تقلل إلى حد كبير من المخاطر.
وتوضح الدراسة أن الهرمون الذي يحفز النمو، ويسمى IGF-1، له تأثير على تحفيز السرطان، من خلال دوره في تسريع معدل انقسام الخلايا أثناء نموها، وزيادة احتمال تحول الخلايا إلى أورام.
وحسب الباحثون متوسط الطول لدى الذكور (175 سم)، ومتوسط الطول لدى الإناث (162 سم). وقاموا بتقييم خطر الإصابة بـ 23 نوعا من السرطان.
وتبين أن النساء يواجهن أكبر زيادة في خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية والجلد والأورام اللمفاوية والقولون والمبيض والثدي والرحم.
أما بالنسبة للرجال، فيواجهون ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية والجلد والأورام اللمفاوية والقولون والكلى والقنوات الصفراوية والجهاز العصبي المركزي.
ولم يكن لزيادة الطول دور في ارتفاع خطر الإصابة بسرطان المريء أو المعدة أو الفم أو سرطان عنق الرحم لدى النساء، كما لم يرتبط الطول الزائد مع خطر الإصابة بسرطان المعدة لدى الرجال.
وقال البروفيسور ليونارد نوني، من فريق البحث: “من المحتمل أن يكون مستوى هرمون IGF-1 عند البالغين ذا تأثير مباشر على مخاطر السرطان، عن طريق زيادة معدل انقسام الخلايا. ويمكن أن تكون هذه العلاقة مسؤولة عن انخفاض معدلات الإصابة بالسرطان، التي لوحظت لدى الأفراد الذين يعانون من نقص مستقبل هرمون النمو”.
وأوضح الباحثون، الذين قاموا بتحليل مجموعات ضخمة من البيانات في كوريا والنرويج والسويد والنمسا، أنه من المثير للاهتمام أن بعض أنواع السرطان لم تتأثر بالطول، ولا سيما سرطان الرئة وعنق الرحم.
وفي حين يزداد احتمال الإصابة بسرطان الرئة عبر التدخين، وسرطان عنق الرحم عبر بكتيريا تسمى helicobacter pylori، يقول الباحثون إن السؤال ما زال مفتوحا حول هذين النوعين.
وشددوا على أن النتائج لا تعني أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بشكل عام، حيث يواجه الرجال “في المتوسط” خطر الإصابة بمعدل يصل إلى 55% أكثر من النساء.
ونُشرت الدراسة في مجلة الجمعية الملكية “Proceedings B”.