ذكرى إحراق الأقصى.. إسرائيل مازالت تشعل النيران
المسجد الأقصى للإحراق في الـ21 من آب عام 1969، عندما أقدم يهودي أسترالي متطرف يدعى مايكل دينيس على إشعال النار عمدا، حيث أتت النيران على محتويات تاريخية كثيرة، منها منبر صلاح الدين.
وطبقا لبيانات مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، فقد تضررت من القبة الداخلية المزخرفة والجدران الجنوبية، وتحطمت 48 نافدة في المسجد مصنوعة من الجبص والزجاج الملون، واحترقت الكثير من الزخارف والآيات القرآنية.
ويقول المركز إن الفلسطينيين هبوا لإنقاذ ما تبقى من المسجد قبل أن تجهز عليه النيران، فهرعت مركبات الإطفاء من مدن الخليل وبيت لحم وغيرها، رغم محاولات الإحتلال الإسرائيلي عرقلة عملها.
ولم تكتف إسرائيل بذلك، إذ بعد إلقائها القبض على الجاني، وجدت له مبرراً وهو ‘الجنون’، ليسافر إلى مسقط رأسه أستراليا، بعد أن مكث فترة قصيرة في مستشفى للأمراض النفسية قرب عكا، وفقا للمركز الذي اعتبر الحريق بداية تهويد المدينة المقدسة.
النار ماتزال مشتعلة
وفي خطبة عيد الأضحى التي حضرها 100 ألف شخص، الثلاثاء، وتمحورت حول الحادثة، أكّد مفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، أنّ الفلسطينيين مصممين على الدفاع عن مسجدهم أمام محاولات التهويد. وعلقت لافتة على أحد أبواب الأقصى كتب عليها “’49 عاما.. وما زالت النار تشتعل في نفوسنا”، في إشارة إلى غضب الفلسطينيين المستمر منذ ذلك وقوع الحادثة.
وفي السياق نفسه، طالب الحكومة الفلسطينية بتوفير الحماية للأقصى، وقال المتحدث باسمها، يوسف المحمود في بيان:” إنه رغم مرور نصف قرن على وقوع الجريمة المروعة، إلا أن تلك النيران لم تنطفئ حتى يومنا هذا، لأن الاحتلال يصر على استمرار إشعالها عبر اعتداءاته اليومية على المسجد الاقصى وسائر المقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس العربية المحتلة”.
الحفريات والإغلاق
واليوم، يتعرض المسجد الأقصى لأخطار كثيرة، وفق ما يقول الفلسطينيون، إذ تشير دائرة الأوقاف الإسلامية إلى استمرار أعمال بناء الأنفاق أسفل المسجد، مما أدى إلى تقويض عدد من أساساته.
وفوق الأرض، تستمر إسرائيل في التضييق على المصليين المسلمين، إذ أغلقت كل أبوابه الجمعة الماضية، وأخرجت جميع المصلين بالقوة وحرمتهم من أداء الصلاة، كما اعتدت عليهم أثناء صلاة العشاء أمام باب الأسباط وأخرجتهم من المنطقة بالقوة، في أحدث اعتداء يطال الأقصى.