الإعلامية يمنى المقداد | الاعلام بين الاحباط والوعي
في تحقيقاتي لجريدة “الديار”، أجول على شؤون معيشيّة تلامس أوجاع الناس وهمومهم، وأسعى للإضاءة على الأسباب وسبل تذليل تداعيات الأزمات علينا، من وحي علم ورؤى أهل الإختصاص والخبرة، ومن يمتلك مفتاح الحل..
وفي أروقة ما أتناوله من مواضيع، لا ولم ولن أرغب بنشر الإحباط الذي تتنافس عليه معظم وسائل الإعلام اليوم، لأهداف مريبة و مكشوفة للجميع، منها ما يتعلّق بتسجيل نسب مشاهدة عالية مرتكزة على دموع الناس وإذلالهم، يليها بثّ اليأس العام ومحاولة تحميل طرف سياسي محدّد مسبقا مسؤوليّة ما يحصل، وإظهار الفاعل الحقيقيّ ومن يدعمه بأنّه المنقذ، وسيعلو نواح ونباح هذه الفئة المأجورة من الإعلاميين ووسائلهم، مع اقتراب الإستحقاق الإنتخابيّ..
ولكن ما كان اليأس يوما ديدننا نحن من تغلّب سابقا على كثير من الأزمات على تشعّبها وعمق تحدّياتها، فهدفي أن أبثّ الوعي بحيثيّات الأزمات، وهويّة من يقترفها، ومن يعرقل حلّها، وماهيّة ذلك الحلّ، وأبعد من ذلك كلّه رسالتي تتجلّى في أنّ الإنسان إذا أراد أن يتحمّل المسؤوليّة ويسعى للمواجهة، فإنّه قادر على تجاوز مطبّات الحياة مهما تعدّدت وتفاقمت، فما الدنيا إلّا يوم لنا وآخر علينا..
مختصر رؤيتي، أنّ لا مكان اليوم للهروب أو الإستسلام، بل لمواجهة كلّ أزمة تحاول ثنينا عن العيش الكريم والمبادئ الإنسانيّة التي نؤمن بها أسسا لذلك العيش، وشعاري هو: أنا أقاوم إذا أنا موجود ومؤثّر..
فالإعلام عبارة عن نشر الوعي الذاتّي والمجتمعيّ بالتلازم مع ضخّ الأمل، وتحديد وتصويب سبل المواجهة، وما عدا ذلك هو أفلام لغايات في نفوس ممثّليها ومخرجيها ومنتجيها، فلنحذر من خطورة تشويهها لحقائق عجز الأعداء على مرّ السنين عن محوها وتدميرها، والتاريخ يشهد!
الاعلامية في اذاعة البشائر يمنى المقداد