في زواريب بلدة الدوير القديمة منزل الحاجة أم هاشم تراثيٌ يستقبلك بسياج من الورد والياسمين وبئر ماء قديم

في زواريب بلدة الدوير القديمة منزل تراثيٌ يستقبلك بسياج من الورد والياسمين وبئر ماء قديمة، فتدخل مباشرة إلى التاريخ والتراث القروي عبر مئة عام مضت

إنه متحف السيدة أم هشام وهبي، من المتاحف القليلة في لبنان التي أسسته وأعتنت به امرأة. أربعون عاماً ونيف من عمرها وضعته في ترتيب وتطوير هذا المتحف التراثي في بلدة الدوير الجنوبية – قضاء النبطية.

امرأة مكافحة بين العائلة والهواية، حيث تملكت بها الهواية وجذبتها القرية بكل متعلقاتها بالرغم من أنها مواليد بيروت. لم تنسى جذورها وكلما زارتها تعلقت بها وأحبت حياتها.

تركت المدينة واستقرت في القرية بعد أن تزوجت، وبدأت بجمع ما أمكن من التراث القروي الذي بدأ بالزوال وخاصة بعد أن بدأت القرية تتحول نحو المدنية، فأنقذت ما يمكن إنقاذه من بين المنازل الآيلة إلى الهلاك، ومن بين المقتنيات التي تخلى عنها أصحابها بحجة التجديد.

قامت بتوسعة شرفات منزلها كي يتسع لهذا الكم الهائل لمئات القطع المختلفة من أدوات زراعية ومنزلية ونجارة وتجارة وغير ذلك..

وأنت تجول في هذا المتحف تشعر بعبق التاريخ، وبرائحة الأجداد وبأرواحهم تسري بين هذه المقتنيات، فتغمض عينك وتعيش معهم. لا تملّ ولا تسأم في تجوالك السريع الذي استمر حوالى الساعتين من الوقت، عبر شرفات هذه الدار التي تحولت متحفاً رائعاً ونادراً في هذا الزمن الصعب، تسهر عليه وتديره الحاجة زينب مرتضى رمال أم هشام. وقد شاركنا في التجوال والشرح ابنها الزميل سامر وهبي مدير مكتب الوكالة الوطنية في محافظة النبطية.

يستحق هذا المتحف كل الاهتمام والتشجيع من البلدية والمجتمع المدني ووزارة الثقافة، ويجب أن نشير إلى أن المتحف قد أدرج على الخارطة اللبنانية التي أنشأتها المجموعة الأوروبية للمحافظة على التراث والتي احتوت على مواقع أهم المتاحف اللبنانية العامة والخاصة التي يجب أن تزار.
كل التحيات والتقدير للحاجة أم هشام على عتبة عامها ال75 بمزيد من الهمة والنشاط .

Ali Mazraani

شارك المقال:

زر الذهاب إلى الأعلى