ندوة افتراضية للمستشارية الثقافية الإيرانية في لبنان “الفلسفة في عصر ما بعد التقنية”
بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة، أقامت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان ندوةً فكريةً افتراضيةً بعنوان “الفلسفة في عصر ما بعد التقنية؛ الدور والمآلات” بحضور المستشار الثقافي الدكتور عباس خامه يار ومفكرين في مجال العلم والفلسفة من العالم العربي.
وقد افتتحَ المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور عباس خامه يار اللقاء مرحبًا بهذه الخطوة النوعية في إقامة ندواتٍ فكريةٍ فلسفيةٍ، فقال:
لتكن هذه مناسبةً ومنبرًا لأن نذكرَ المفكرين الفلاسفة الذين رحلوا عنا هذا العام، وأفضل يومٍ نذكرهم فيه هو يوم الفلسفة، هذا المجال الذي تركوا فيه لنا ميراثًا من الفكر الإصلاحي والنهضة والحداثة للأجيال المتعاقبة.
في الواقع، اخترنا هذا اليوم لنجتمع فيه بمفكرَينِ من العالم العربي لهما تاريخٌ علميٌّ وفلسفيٌّ زاخر، ليكون احتفاءً بيوم الفلسفة كما يليق بالفكر الإنساني. ستكونُ لنا سلسلةٌ من الندوات الفلسفية خلال المرحلة القادمة، تأكيدًا منّا على ضرورة الانفتاح على الفكر والفلسفة وضرورة تعليم الفلسفة في كافة مراحل الدراسة، وفتح باب التبادل الفلسفي بين الشعوب.
لقد عانى حقل العلوم الإنسانية والاجتماعية في بلداننا من أزمةٍ سببها اللغة، والتأثر الذي نجده في العالم العربي بفلاسفة إيران ينبغي أن يكونَ متبادلًا، وأن نتلقّى الفكر العربي لا سيما في موضوع الحداثة والنهضة والدولة. ذلك أنّ الحاجة التي تنقصنا في هذا الإقليم هي حاجة مشتركة، ومشروع الحداثة يعنينا جميعًا.
هذه النهضة في مجال العلوم الإنسانية، يحتاج نهضةً في الترجمة، الترجمة من وإلى اللغتين العربية والفارسية. فلقد لعبت الترجمة دورًا كبيرًا في إقبال الإيرانيين على الفلسفات الغربية واليونانية القديمة، لهذا نجدُ أنّ الفلسفات الغربية من كانط وهيغل وهيدغر والبقية. بينما قلّما نجد الفكر العربي يدرّس عندنا، لاسيما رواد العصر الحديث، فربما نجد آخر اهتمامات المفكرين بأمثال رموز الإصلاح والنهضة العربية من محمد عبده وجمال الدين أسد آبادي وبعض المنظرين، ولعلّ الأمر مشترك. فكثيرٌ من فلاسفة هذا العصر الأحياء منهم والذين رحلوا من الإيرانيين لم يسمع بهم العالم العربي باستثناء بعض المختصين بفلسفة الدين ومجالاتٍ محدودة.
إذن، الأزمة والتقصير تكمن في الترجمة وحركة النقل في مجال العلوم الإنسانية بكافة فروعها. وربما في ضعف الإقبال على تعلم اللغات بين بلداننا. والأمر ليس بالمستحيل ولا بالصعب. بل لعله أسهل من تعلم لغة الغرب وفلسفته، بحكم الجوار الذي يقرّبُ الشعوبَ أكثر على المستوى الثقافي والأدبي والفكري.
ندعو اليوم الباحثين والمفكرين من العالم إلى المزيد من الحوارات الفكرية والفلسفية والنقاشات في سائر مجالات العلوم الإنسانية، لأنه من بوابة هذا النوع من النشاط الإنساني والفكري، ترتقي الشعوب وتؤسس الدول ويصبحُ بالإمكان الكلام عن حداثةٍ شرقيةٍ أصيلةٍ غير مستوردة من العوالم والثقافات الأخرى التي لا تشبهنا، وعندها يمكن الحديث عن مشروعِ دولةٍ من داخل أنساقنا المعرفية من خلال تجديد الفكر التراثي والانفتاح على النهضة العلمية والفكرية وتذليل الصعوبات أمام إنتاج المفاهيم والأفكار.
شكرًا لحضوركم اليوم في هذه الخطوة النوعية، على أن تكون بادرةً باتجاه المزيد من العطاء والتبادل والتأثر والتأثير.
ثم توجّهت مقدمة الندوة بطرح الأسئلة على الأستاذ الدكتور خنجر حميّة، من لبنان، رئيس قسم الفلسفة في الجامعة اللبنانية سابقًا ورئيس الفرقة البحثية في الفلسفة في المعهد العالي للدكتوراه في الآداب، فبدأ محاضرته التي استمرت حوالي ساعة، وكان عنوانها “نهاية الفلسفة وبداية التفكير”، حيث اعتبر أننا في عصور الاجتياح الشامل لحياة الإنسان بواسطة التقنية. وقد سمّاه عصر التقانة وما بعدها، حيث لم تعد الآلة هي المهيمنة كما كان الحال في القرن العشرين، الذي كان عصر الآلة التي تدخل في لجّتها الإنسان بطموحاته وأدائه وأحلامه وفكره وتعجنه عجنًا لتعيد صياغته استنادًا إلى صورة محددة للكينونة البشرية. اليوم نحن في عصر الصورة الخلّب، الاجتياح الشامل للحياة بواسطة وسائل الواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي وعالم الصورة والعالم الصنعي. نحن نصنع عوالمنا في العالم الافتراضي، وبات هذا العالم هو الحقيقة، حيث تصنع عوالم رديفة فيه ليست فقط رديفةً للواقع في قوتها بل هي أشد قوةً ورسوخًا حتى يتبدى الواقع كأنه هو الضمنيّ الهامشيّ والمختفي والمحتجب. وهذه العوالم المصطنعة خلف الشاشات التي تحمل التهويمات والأفكار المضطربة والرؤى السديمية تبدو هي العوالم الأصلية والحقيقية. لذا أرى أنه لم يعد هذا العالم الذي نعيشه هو عالم الحقيقة ولا العالم الواقعي وبالتالي فالفلسفة التي كانت طوال تاريخها تبحث عن الواقعي وعن الحقيقي والراسخ والأصيل الذي رسّخه هيدغر، أي البحث عن الأصول والأسس وما يكشف عن نفسه بدون وسائط أو كما قال هوسرل أن نواجه الأشياء والعالم كما هو من دون أي واسطة لا تقنية ولا إعلامية ولا معرفية حتى ولا واسطة علمية. أي العالم كما يعطى في حدسنا الأولي، أي نرى الأشياء وهي تتبدى لنا في أًصالتها البدئية. الفلسفة لم تعد كذلك، وأصبح هذا مشروعًا من الصعب إنجازه. لذا كانت الرؤى والتصورات والأفكار والمعتقدات والتراث الفكري البشري حول للحقيقة والوجود كانت مشوهة لرؤيتنا البسيطة الطبيعية أو الحدسية للعالم. فكانت تحول دون أن نواجه العالم بحدسٍ أولي وقد كانت ركامًا في عمومها بمعنى أنها غطت على غناها وتنوعها قدرتنا على رؤية الأشياء على ما هي عليه. وكانت وظيفة الفلسفة في أخريات أيامها وعلى مدى الزمن هي الكشف عن العالم كشفًا أولياً بديهيًا، اليوم أّصبحت هذه المهمة صعبة مع هذا الكم الهائل من الوسائط بيننا وبين العالم وبين الحقيقة وبين الوجود. هل نحن اليوم قادرون من خلال منهج فلسفي أن نواجه العالم كما هو؟ أن نكشف حقيقة كينونتنا في هذا العالم وأن تتبدى لنا سيرورتنا في خضم حراك الأشياء؟ أنا أعتقد أنه لم يعد من الممكن بناء نسق فلسفي يملك القدرة على ذلك وبالتالي عصر التقنية يضع أمامنا الكثير من الحواجز والأنساق الافتراضية والصور والعوائق التي تحول دون أن نستعيد قدرتنا على أن نفكر تفكيرًا فلسفيًا في ما هو وجودنا في هذا العالم.
إنّ سؤال الفلسفة هو سؤال مؤبد. الأسئلة تتعاظم ولا تتغير. تكبر وتزيد ولا تتحول. فيما يخص الفلسفة على وجه الدقة، فإن سؤال الفلسفة الأصيل هو البحث عن مغزى هذا الوجود. هو سؤال المعنى. ما هو معنى وجودي ككائن متفكر؟ ككائن أعي؟ لا أدري إن كان الحيوان يسأل السؤال نفسه. لكن ما يعنيني بغض النظر عن هذه الكائنات التي أتعاطى معها ككائنات في متناول اليد، أن أفكر عن نفسي، أن أرى ذاتي ووجودي ومغزاه. السؤال هو مغزى وجودنا، هو المعنى العميق لوجودنا ودلالاته، بغض النظر عن طبيعة هذا الوجود وجوهره والكيفية التي تحقق بها ومن أين أتى وكيف انبثق هذا الوجود. وهذا ما شغل الفلاسفة العمالقة على مدى التاريخ لكن السؤال الجوهري كان دائمًا ما معنى وجودنا، ومازلنا نسأل نفس السؤال وننشغل به ونتأمله سواءً عرفنا أم لم نعرف. سؤال المعنى مازال يتكرر حتى في عصر التقنية الذي أخذ تفكيرًا من كبار الفلاسفة عبر التاريخ.
وأضاف الدكتور حميّة: إذن ما الذي يعنيه وجودي في عصرٍ تصبح به الآلة مستلبةً لإرادة الإنسان مشوهةً لأهدافه ولطبيعته، هي وسيطٌ خطير بينه وبين رؤيته الأصيلة لذاته. الآن التقنية ليست مجرد آلة بل هي أيديولوجيا، نسق تفكير في العالم يضع الإنسان في مواجهة مباشرة مع الطبيعة كأنه سيدها المالك لحق انتهاكها وتدميرها بحجة الصنع والتكوين والتقدم التقني وبحجة إعادة بناء العالم على الآلة.
السؤال الآن في عصر التقنية ما هو معنى وجودي الأصيل؟ هل أنا صورة؟ كائن افتراضي؟ كائن مأخوذ كليًا باتجاه عوالم صنعية توجد وتزول، وليست راسخة. مثل هذا السؤال يتم اليوم تغييبه تحت كم هائل من الأسئلة والمظاهر الصنعية التي تستلب طبيعة تفكيرنا وتحرمنا من أن نولد أسئلتنا الجوهرية. الفلسفة الآن تكابد في الواقع، وليس هناك نمط فكري اليوم يحاول أن يستعيد سؤال التفكر في مغزى هذا الوجود. الآن الانشغال الفلسفي هو إما انشغال جمالي وإما انشغال لغوي مع التفكيك، وليس اللغة الطبيعية بل اللغة الصنعية.
وأعلن الدكتور حمية عن اعتقاده بأننا أمام تحدي إعادة توليد ميتافيزيقا كلية، فلسفة إنسانية شاملة عامة كما هو الحال في الفلسفات الكبرى. ينبغي أن تستعيد الفلسفة دورها بعدما أخفق العلم كأيديولوجيا، بعدما أخفق في توليد طمأنينة نفسية وروحية لنا في خضم وجودنا المتحول. وبعدما أخفقت الأيديولوجيات المتعددة في الإجابة على ذلك، وبعدما أخفقت الفلسفات التي اعتبرت وجودنا تأويلًا لغويًا. نحن بحاجة إلى استعادة كلية وجودنا أي تهويماتنا ورؤانا وإرثنا الروحي والفكري لإعادة بناء نمط فكري يأخذ بعين الاعتبار كل هذه الجهات المتنوعة في الكائن الإنساني.
ثم كانت محاضرة الدكتور محمد الصالح العياري من تونس، أستاذ سابق بالمعهد الوطني للتراث، متخصص في فلسفة فيزياء الكوانتوم، حيث أبدى إعجابه بعنوان الندوة قائلًا: إنّ عنوان المحاضرة يطرح مسألة مهمة للغاية باعتبار أنه يربط بين الفلسفة والتقنية بشكل عام ثم بين الفلسفة وعلاقتها بالمعارف الأخرى وحصريًا مفهوم الفلسفة هنا يرتبط بجملة من إحراجات حيث يثير العنوان إحراجات تتعلق بالفلسفة وعلاقتها بالتقنية.
وخلال قراءته نصًا من تقديم كتاب “الطبيعة في الفيزياء المعاصرة”، قال إنّ هايزنبرغ قد أثار موضوع التقنية في الأزمنة الحديثة في كتابه هذا، وفي علاقتها بالعلم النظري الذي لم يجعل منها موضوع فهمٍ نظرًا لتعقيداتها التي كرستها المعلوماتية الجديدة للتقنية من خلال التطبيقات الرياضية وكفت عن أن تكون نتاجًا حيًا لوحدة الإنسان والطبيعة وذلك في محاضرة عام 1953. أما هيدغر فقد تناول موضوع التقنية من موقع السؤال “ما التقنية؟”، حيث أنه في محاضرته في نفس تلك السنة التي قدم فيها هايزنبرغ محاضرته المذكورة، يبيّن قائلًا: إن التفسير الجاري للتقنية بما هي وسيلةٌ ونشاطٌ إنسانيّ يمكن أن نسميها بالتصور الأدواتيّ والأنثروبولوجيّ للتقنية ذاتها. ولكنها تتصل أيضًا بالنشاط الذهني للإنسان. في حين أن هايزنبرغ قد بيّن لنا حدود هذه المسألة في محاضرته حيث أشار فيها أن التقنية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر كانت متضمنة باستمرار في علم الرياضيات عند غاليليه ونيوتن أي من خلال تطبيق الرياضيات على الفيزياء والميكانيك وعلم الفلك. إن هذا الكلام الدقيقي يعني عند هايزنبرغ أن التقنية كانت في الواقع مجرد فرضيات قبلية ونتيجةً للعلوم الطبيعية. وهذا من شأنه أن يبيّن لنا أنّ العلوم لا تستطيع التمدد وغزو حقول الأشياء الجديدة إلا بواسطة دقة وسائل الملاحظة. نتيجةً لكلّ هذا، كانت التقنية في القرنين الماضيين المذكورين ليست إلا استغلالًا للمعارف الميكانيكية، آلات الخياطة واللف والحدادة، وإن هذه المعارف والتقنيات ليست في الواقع إلا استمرارية للمهن القديمة أي الحرف التقليدية الخالية من الغرابة، وذلك بوصفها لا تزال بعد شيئًا قابلًا للفهم في تلك المراحل السابقة.
وأضاف العياري: خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حصل تحول حاسم في طابع التقنية، مع تطور الكهرباء الصناعية، ويمكن رد ذلك إلى الوضع الحاسم الذي لم نعد نتحدث بموجبه عن وجود علاقةٍ مباشرة مع المهن التقليدية. لقد حدثت في الواقع قطيعةٌ مباشرة وفي ظل هذه القطيعة أخذت التقنية تتحول إلى شيءٍ مخيف بل على أقل تقدير أصبحت غير مفهومة. إن هذا التحول الخطير للتقنية من التبسيط إلى التعقيد، قادنا إلى وضعٍ موسومٍ بالاغتراب في علاقتنا بالطبيعة وظهور ما يمكن أن نسميه بالإنسان المغترب في الأزمنة الحديثة، علمًا أن هذا التحول من التقنية اليدوية إلى التقنية الميكانيكية كانت له انعكاساتٌ إيجابيةٌ على التطور الصناعي في الغرب الحديث ولكن سلبية التقنية الميكانيكية كان لها انعكاسات خطيرة على تطور المعارف والقيم، مما زعزع التحالف القائم بين الفلسفة والعلم ومسّ مباشرةً الوحدة التاريخية العميقة القائمة بين الإنسان والطبيعة.
وقد قدمت الندوة الباحثة والمترجمة مريم ميرزاده، مفتتحةً بالقول: من قلبِ عصر التقانة، ومن وسط صخب التكنولوجيا الحديثة التي كانت ثمرةَ تعاقب الثورات التي حقنتها على امتداد التاريخ بالمزيد من الإنجازات والنجاحات، يجدُ الإنسانُ اليوم، وهو يعيدُ قراءةَ وجوده الذي أمسى في موضع معاصرة ما آلت إليه الثورات الصناعية بعد قرون، ومعايشة عالمٍ قد بدأ الاصطناعُ فيه يتفوق على الحقائق، والتصنّع على الواقع، كما يعبّر جان بودريار، وقد استسلمت الطبيعةُ فيه أمام غزو التكنولوجيا تنميط الإنسان بتعبير ماركيوز. فما بالُنا بما وراء الطبيعة؟
هل بقيَ أثرٌ للميتافيزيقا بعد كلّ ما حاقَ بالحياة البشرية من عولمةٍ وعلموية؟
هنا، من عصر التقنية، نحن جيلُ التقنية الحديثة، الواقفون على مشارف عصر ما بعد التقنية، نرانا نسائلُ حقيقتَنا اليوم، هل اختفى المعنى الذي أردناه من ابتكار الوسائل لخدمتنا؟ وصارت الوسائلُ هي المعنى بعد انصراف النظر عن العلّة الغائيّة من التكنولوجيا؟ هل تنبجسُ كلّ يومٍ معانٍ جديدة أمسينا قِبالَها في موقع المتلقّي لا أكثر؟ وبعد أيُّ وجودٍ وأيُّ كينونةٍ يمكنُ للإنسان أن يتعيّنَ ويتزمّنَ بها في هذا الخطّ السريع؟ ربما ينظر الإنسانُ إلى واقعه اليوم من خلال رؤية تقنوية كما رأى هيدغر أكثر من كونه مؤثرًا على واقعه من منظور تقني. هيدغر الذي حلّلَ التقنية من منظور وجودي، حيث تبرز ماهية التقنية أهمّ وأعظم من التقنية ذاتها.
ربما بعدما حاولت المدارس الفلسفية الحديثة الوضعية والمادية، القضاء على الميتافيزيقا، أخذنا ننهمكُ في مساعينا لعقلنة الدين والفكر تمامًا كالعلم، ولنفي كلّ ما عدا المستدلّ عليه بأدوات العقل، حتى جرفتنا الأدوات والوسائل، وأنكرنا عناصر وجودنا المعنوية.
فهل ننتظرُ غزوةَ الميتافيرس القادمة إلينا بنهمٍ، لتقضيَ على آخرِ برهةِ هدوءٍ في حياتنا؟
ما بين خطّ البحث عن اليقين، و نقطة اللايقين فيه، حيث ينتهي العلمُ في نهاية مساره ليصلَ إلى مكانٍ لا يمكنه أمامه سوى العودة حسيرًا مكسوفًا، أين يقفُ الإنسان اليوم، وأمامه مصيرٌ يحيقُ به ثقبٌ أسود غير معلوم الملامح مع إدمان نتاجات التقانة التي أمسى العيش مستحيلًا بدونها؟