زياد الزين | الاستقلال في صلب مفهومنا يتمثل بكسر قواعد الاستغلال والاستثمار
الخريف هو ذلك الفصل الذي تتبناه بعض القوى السياسية في افكارها المتهالكة على تخوم خطوط تماس يعاد احياء مراسمها بعدما تم دفنها لثبوت عدم نجاعتها. وقد رافق رحيلها وداع مشروعي التوطين والتقسيم. اليوم وفي مناسبة عيد الاستقلال، تصاعد غبار عابق بالمواد المشعة حقدا وتحريضا ليس مصدره الانبعاثات الدفينة من حدائق بعض القصور المحصنة بالجبال فقط، انما استكمالا عن تمام القصد من الغرف السوداء التي ينسب اليها انتاج الأفكار المعلبة بهدايا العيد المفخخة بعبوات موزونة في التطرف الطائفي والمذهبي والتي ينتج عنها مشاريع فتنة لم تشهدها البلاد حتى في زمن الحروب الملعونة. ان مقاربة عيد الاستقلال يجب ان تأتي من حيث ربطها بالأهداف والنتائج وليس من خلال استجرار الطاقة السلبية على خطوط التوتر العالي الطائفي والمذهبي، لذلك نحن في خط سياسي لا يرى المناسبة في بانوراما السحر النظري انما يتبنى معادلة قائمة على قاسم منسوب الشهداء الى تحرير الأرض. وفي معنى أرحب وأوسع تحرير الانسان وهو لم يتأتى الا من خلال المنظومة الفكرية والعقائدية التي ترجمت لاحقا في مشروع متكامل قائم على الالغاء الكامل للطائفية السياسية بالتوازي مع الحماية الكاملة لحقوق الطوائف .
ان الاستقلال في صلب مفهومنا يتمثل بكسر قواعد الاستغلال والاستثمار بحقوق الناس والطبقة المولودة على فطرة حب الوطن والتمسك بكل حبة تراب ونقطة مياه. كما ان الاستقلال في بعدنا الاستراتيجي يتمثل بتحرير المؤسسات من التبعيات العمياء بما فيها مؤسسة القضاء، المرهونة والمرتهنة حاليا للعبة القمار السياسي التي يدمن عليها من يزعمون انهم قيمون على مصلحة البلد. كما ان الاستقلال ليس في الشعارات المنسوبة الى الاصلاح بل في ممارسات التداول السلس للسلطة عبر انتخابات يريدها كل العالم ولا يريدونها هم نتيجة العقم السياسي لحقبة سقطت فيها كل المحرمات والقدسيات والمقدسات حيث الانانيات هي وحدها سياسة الأمر الواقع.
وأخيرا فان الاستقلال ان لا ترهن البلد من أجل منح هبة سياسية لشخص ! هنيئا للمقاومين في عيد الاستقلال فهو يخصهم وهو ثوبهم النقي الطاهر ، هنيئا لمؤسسة الجيش أحد أعمدة الثالوث الوطني المقدس ؛ هنيئا لكل من تجرأ ان يتبنى خط الأمل بخلاص الوطن وطبعا لن ننسى الضمير الحي، صانع المقاومة والتنمية والتحرير له نهدي ثمار العزة والكرامة والوحدة الوطنية والعيش المشترك.
زياد الزين