بلا عنوان .. كأيامنا | ملاك درويش
من الظلام بإسم الحياة التي فقدنا مقوماتها نحدثكم، بخيبتنا من الوطن الذي داس على أحلامنا أيضًا نحدثكم، بدماء الشهداء التي روت أرضًا لطالما طمع بها العدو نحدثكم، بدموع أم وأب كادح لتأمين قوت عياله أيضا نحدثكم، بالغلاء والاحتكار والقتل العمدي والحرق لن نحدثكم لأنكم السلطة التي لا تفقه سوى بالتدمير والخراب والنهب الممنهج نعم أنتم المنظمون ولكن بالنهب والسرقة..
تلونون السرقات بمصطلحات عديدة منها الهندسات المالية التي دمرت اقتصاد بأكمله..
ماذا أنتم وكيف أنتم ومن أنتم؟
أسحرةٍ أنتم أم مشعوذين أم ماذا؟
أوهمتم شعبًا كاملًا بالحياة، أوهمتم ليرة وطن بسعر صرفٍ!
أنتم كالاقتصاد الذي هدمتموه بالريع، منبطحين للأميركي الرأسمالي صاحب الديموقراطية الزائفة الذي لا يعرف منها إلا اسمها..
ماذا نقول فيكم وقد جف حبر الأقلام، ترانا خلقنا ندافع عن وطن وُلد محتضراً لا ذنب لنا فيه غير أننا ولدنا على هذه البقعة الجغرافية التي نصارع فيها للحياة دائمًا لا للبقاء لأن الهجرة باتت مصيرنا القهري.
من الأدب السياسي أذهب إلى عمق سياستنا المبنية على عهود من الفساد الأسود..
الفساد الذي يلف مؤسسات لبنان بطوق محكم من شركة الكهرباء إلى قطاع الإتصالات والخصخصة ماضيًا وحاضرًا الى الطائفية واقتصاد الريع إلى الدين العام إلى قطاع الزراعة المنقرض إهمالًا منهم إلى الثروة المائية المضاعة والعجز الهائل على الدوام في الميزان التجاري إلى المصارف ودورها في الاقتصاد وصولًا إلى الدولة الفاشلة المرتهنة لأوامر الخارج الذي لم يقدم للبنان سوى الفقر والتدمير..
وكي أكون منصفة أيضًا إلى فساد شعبٍ احتكر سلعًا وأدوية ومحروقات طمعًا وجشعًا وأذى والمشهد اليوم خير دليل على أن البعض منا أسوء من السلطة بأضعافٍ.
علّنا نفقه!