بكيتُ لابتسامة هذا الشيخ الخجولة
لم أستطع إخفاء حُزني أمام هذه اللقطة. مُتهمينَ نحنُ أننا “حساسين” زيادة عن اللزوم، وأن في الخلافات الحادة لا مكان للاحساس والمشاعر. لم أرد هذه التهمة عني يومًا، أنا فعلا شخصٌ مجبولٌ بالشعور في كل مفصل من مفاصل هذه الحياة البائسة.
ولكن، أستذكرُ قول علي بن أبي طالب وهو يُنازع على فراش موته “ضربة بضربة”، أستذكرُ دموعَ الحسين التي ذرفها حُزنا على مصير قاتليه ورأفة بهم، أستذكر حال النبي المجبول بالصبر عند كل ضغينة. أستذكر كل ذلك ثم أخلد لسؤالي الدائم، وهل ديننا وولايتنا الا الاحساس والشعور!
لم أستطع أن أفرح للحظة واحدة وأنا أشاهد هذا العجوز مستقبلا بابتسامته غضب الشباب لما ارتُكب بحق أخيهم اليوم في شويا. ابتسم عارفا بغضبهم، مستسلما لحكمهم بقطع رزقه! لم أستطع اظهار فرحي لكل هذا الأسى الذي نعيشه!
نحنُ المتهمون بولاية علي، محكومون لأخلاقه والا خرجنا عن ولايته. أخلاقُ علي الحُبلى بالرحمة والسكون والرأفة والمغفرة وقبل كل ذلك.. العدل! العدل يا أصدقائي العدل!
كما بكيتُ غضبا لأخي المكمون له في شويا، المُتكاثر عليه من الكلاب الشاردة، بكيتُ لابتسامة هذا الشيخ الخجولة.. بكيتُ بكل ما فيي من غضب وحزن وقهر! هذه الدُنيا تستفحل بطحن الضعفاء!
أعتذر..
¶ منقولة