الخضار والفاكهة الجيّدة والسيّئة لمريض السكرّي
يجب على كل شخص الانتباه جيداً إلى خياراته الغذائية، فكيف إذاً في حال الإصابة بداء السكري؟ إلى جانب الحمية الخاصّة به، من الضروري أن يطّلع مريض السكري على أنواع الخضار والفاكهة الأفضل له وتلك التي قد تُفاقم وضعه. فما هي تحديداً؟
علّقت إختصاصية التغذية، جوزيان الغزال، بداية حديثها لـ«الجمهورية» أن «لا شيء ممنوع كلّياً في النظام الغذائي الخاصّ بمريض السكري. فحتى المأكولات التي قد تكون سيّئة له، بإمكانه تناولها من وقت إلى آخر وبكمّية ضئيلة جداً تفادياً لشعوره بالحرمان».
وأضافت: «لا شكّ في أنّ الالتزام بالخيارات الأفضل يُعدّ الطريقة الأسهل والأنفع للتحكّم في السكري. لذلك من المهمّ أن يعرف كل مريض الفاكهة والخضار الجيّدة والسيّئة لصحّته»، لافتةً إلى أنه «يُستحسن تناولها طازجة ونيّئة قدر الإمكان، على رغم أنّ سلقها أو شَويها يساهمان أيضاً في الاحتفاظ ببعض عناصرها الغذائية».
الخضار
وتطرّقت الغزال أولاً إلى الخضار قائلةً إنها «تحتوي الكثير من الفيتامينات والمعادن، وتملك جرعة عالية من الألياف، وكمية ضئيلة من الملح، لذلك تُعدّ من أفضل الخيارات الغذائية لمرضى السكري. يمكنهم التركيز على السبانخ، والـ«Kale»، والملوخية، واللوبياء، والبامية، والبروكلي، والقرنبيط، والباذنجان، والكوسا، والبصل، والثوم، والفطر، والخسّ، والآيسبرغ، جنباً إلى الجزر والشمندر شرط الاعتدال فيهما. في حين أنّ أسوأ أنواع الخضار هي المقلية بسبب إضافة الزيت إليها، وتلك المعلّبة نتيجة احتوائها الكثير من الملح والمواد الحافظة التي تُفقدها فوائدها».
وشدّدت على أنّ «البطاطا تندرج ضمن النشويات وليس الخضار، ما يعني أنه لا يمكن تناولها عشوائياً كما هو حال الخضار. والأمر ينطبق أيضاً على البازلاء والفول والذرة التي تُعتبر بمثابة حبوب وليس خضار».
الفاكهة
وفي ما يخصّ الفاكهة، أفادت خبيرة التغذية: «صحيحٌ أنها مليئة بالمغذّيات والألياف، ولكن من المعلوم أنها تحتوي نسبة سكر أعلى بكثير من تلك الموجودة في الخضار، لذلك يجب عدم الإفراط فيها والحرص على استهلاكها بكميات مدروسة. تشمل أفضل الخيارات التفاح، والمشمش، والحمضيات كالليمون، والكيوي، والدرّاق، والإجاص، والفريز، والرمّان. أمّا الفاكهة التي يُستحسن على مرضى السكري تجنّبها فهي تلك المعلّبة لغِناها بالسكر، والمربّى، والعصير الذي يفتقر إلى الألياف وتغزوه السكريات، والفاكهة المجففة لانتزاع المياه منها وزيادة تركيز السكر فيها، والتين، والبطيخ، والشمّام، والعنب، والبلح».
وكشفت أنّ «الدراسات العلمية توصّلت إلى أنّ تناول الفاكهة مع الدهون الجيّدة، كالمكسّرات النيّئة والأفوكا، يساعد على إبطاء دخول السكر إلى الدم. كما أنّ إدخال القرفة إلى النظام الغذائي ومع الفاكهة يساهم في تنظيم معدّل السكر في الدم».
وأكدت «ضرورة معرفة معدّل حرق الجسم للدهون، وعلى أساسه يتمّ تحديد كمية الفاكهة المسموحة خلال اليوم واختيار الأفضل بينها. أمّا عند الرغبة في تناول الأنواع التي يُستحسن تجنّبها، فيجب أن تكون الكمية مدروسة جيداً بالتنسيق مع الطبيب أو خبيرة التغذية».
ماذا عن السوائل؟
وبما أنّ المشروبات تتضمّن بدورها جرعة هائلة من السكريات والوحدات الحرارية ولكن يتمّ غالباً غضّ النظر عنها، دعت الغزال مرضى السكري إلى الحذر من:
العصير
على رغم احتوائه الفيتامينات والمعادن، إلّا أنه مليء بالسكر وفقير بالألياف التي تُبطئ دخول السكر إلى مجرى الدم. لذلك يُستحسن تناول الفاكهة الكاملة بدل عصيرها. أمّا العصير المعلّب الخالي من السكر والمُضاف إليه المُحلّي الصناعي، فيمكن شربه من وقت إلى آخر على رغم عدم احتوائه قيمة غذائية مهمّة.
المشروبات الغازية
تحتوي نسبة عالية من السكر والكالوري، وبالتالي لا يُنصح بها لجميع الأشخاص عموماً ومرضى السكري خصوصاً. لكن لا مانع من شرب الصودا اللايت باعتدال أحياناً.
الكحول
بغضّ النظر عن نوعها، فهي تؤثر سلباً في معدّل السكر في الدم. والخطر الأكبر أنّ التلذّذ بهذه المشروبات يكون غالباً مُصاحباً بالأكل، الأمر الذي يُفاقم التأثير السلبي في معدل السكر في الدم. لكن عند الرغبة في احتسائها خلال المناسبات، يجب استشارة الطبيب أولاً لإدخالها بشكل صحيح إلى النظام الغذائي.
وكبدائل أخرى صحّية، أوصت مريض السكري بـ«شرب المياه بانتظام مثل أيّ شخص آخر يتمتع بصحّة جيّدة. فطالما أنّ الكليتين تعملان بشكل صحيح، يمكن أن تراوح الكمية من لترين إلى 3 لترات يومياً وفق الجسم والعمر والنشاط. كذلك لا مانع من احتساء المشروبات الساخنة، كالزهورات والبابونج، شرط أن تخلو من السكر واستبداله بمُحلّي صناعي آخر، مع الحرص على عدم الإفراط في المحلّيات الصناعية خلال اليوم».