حركة أمل أحيت الذكرى السنوية لشـ ـهـ ـداء مجزرة قانا
النائب علي حسن خليل: مفتاح الحل لهذه الفوضى القائمة يكون عبر قيام حكومة في أسرع وقت ممكن
أكّد المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل أنه “بعد مرور هذه السنين، يعاني وطننا اليوم الكثير على مستوى الداخل وتحديات كبيرة تواجهه، لكن يبقى العدو الاسرائيلي وخطره حاضراً في كل ساعة ووقت، يشدنا لنبقى على أهبة الاستعداد لخطره ومجازره واعتداءاته، لهذا علينا أن نبقى مستعدين ونجدد عهداً ووعداً أن نبقى متمسكين بعناصر قوتنا في الوقت الذي يواجه وطننا كل التحديات التي تستوجب تمسكنا بخيار المقاومة وعناصر قوتها المتلاحمة ومع الجيش اللبناني وإرادة الشعب”.
كلامه جاء خلال إحياء رمزي أقامته حركة أمل في اقليم جبل عامل لمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لشهداء مجزرة قانا التي ارتكبها العدو الاسرائيلي في ١٨ نيسان عام ١٩٩٦ ، وذلك عند أضرحة الشهداء في البلدة، حضره الى جانب ممثل رئيس مجلس النواب المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، المسؤول التنظيمي لإقليم جبل عامل في حركة أمل علي اسماعيل وأعضاء قيادة الإقليم في الحركة، رجال دين ورؤساء بلديات وعوائل الشهداء وأهالي البلدة والجوار وسط إجراءات وقائية .
وقال النائب خليل: “لم ننسَ ان نحيي هذه الذكرى رغم المحنة الصعبة التي يمر بها الوطن، لأننا نرفض المنطق الذي يريده العدو أن نكون غير قادرين على الحياة والاستمرار، لذلك نلتقي لنؤكد إرادة الحياة التي اراد العدو أن يمحيها فينا، قائلاً: ” لم ننسَ ولن ننسى يا قانا وستبقين تعطين فينا كل القوة والعزيمة والنية لكي نستمر ونبقى على درب كل الشهداء، فإرادة الجنوبيين واللبنانيين كانت أقوى بكثير واستطاعت أن تثبت منطق الحياة على منطق الموت الذي أراد العدو تعميمه، “نحن من آلامنا ننهض ونقوم ومن جراحنا نعلو ونضحي من أجل هذا الوطن وعزته وكرامته وحريته وحرية الإنسان فيه”.
وأضاف: “قبل حوالي الشهرين كنا على موعدٍ للتنقيب عن النفط في البوك 9 من جنوب لبنان.. واليوم نسأل الحكومة ووزارة الطاقة أين بدأ إعلان التنقيب عن الغاز في الجنوب اللبناني؟ فهل طويت الصفحة؟ وهل مسموح أن تطوى تحت أي اعتبار؟… نحن نجدد التزامنا ومطالبتنا الى تحديد المسؤوليات وإطلاق العمل وهو تحدٍ يرتفع الى مستوى المسؤولية الوطنية الكبرى، وفيه مصلحة وطنية عليا لكل لبنان ولإقتصادنا وماليتنا وخروجنا من أزماتنا التي نعيش”.
وتابع: “دعونا نعترف أن أخطر ما نواجهه اليوم هو صورة تفكك الدولة وسقوط هيبتها، هذا المستوى من التراجع في الأداء السياسي وتحمّل المسؤولية أوصلنا الى حالة انهيار حقيقي والى تدّخل وتداخل في عمل المؤسسات السياسية والدستورية والقضائية، وإن مشهد ما نراه في الأيام الأخيرة يُنذر أننا أمام انهيار شامل لكل عناصر قيامة الدولة وفقد ثقة الناس فيها، فما نراه مخيف ومحبط للناس العاديين القلقين على مستقبلهم وهم يرون قادة سياسيين يمارسون أبعد ما يكون عن المسؤولية الوطنية”، مؤكداً أن مفتاح الحل لهذه الفوضى القائمة يكون عبر قيام حكومة في أسرع وقت ممكن لأنه من المعيب أن نبقى لأشهر نردد نفس الكلام، خاصة أن أن هناك توافق دولي اقليمي عربي على قيام حكومة في لبنان ونحن بكل جرأة نقول أن العرقلة داخلية بحتة نتيجة حسابات واعتبارات شخصية وفئوية تريد ن تعزز أدوارها في الزعامة على حساب كل الوطن.
وأكّد أن المطلوب واضح والدستور واضح، حكومة اختصاصيين تقوم بالإصلاحات المطلوبة وتحظى بثقة الناس ويكون الإنطلاق من المبادرة التي أطلقها دولة الرئيس نبيه بري وهي مبادرة حقيقية تستند على تراجع كل طرف خطوة الى الوراء من أجل الوصول الى تسويات، لتتشكل حكومة لا يكون فيها ثلث معطل لأحد بل حكومة قادرة على استعادة الثقة والبدء بالإصلاحات، فما زلنا نرى أنه يمكن ببعض من الإرادات المخلصة والصادقة والممارسة المسؤولة نستطيع الوصول الى قيام هذه الحكومة وتشكيلها بعيداً عن محاولة رمي المسؤولية على الآخرين”.
وأكمل: “أبرز ما يواجهنا بعد ايام قليلة هو رفع الدعم عن السلع الغذائية، وهنا من حق الناس القيام بثورة مجتمعية حقيقية شاملة على كل المسؤولين لأنه لا يمكن أن نستمر بالدعم كما لا يمكن رفع الدعم بدون خطة رعاية اجتماعية اقتصادية للناس والعوائل المحتجة، خصوصاً أن احتياطيات البنك المركزي لم تعد تكفي لأكثر من شهر”.
أمّا على صعيد حكومة تصريف الأعمال فمسؤوليتها تبقى في رفع مشروع قانون، مؤكداً أن المجلس النيابي مستعد لمواكبة أي فعل على هذا الصعيد للخروج من الأزمة التي ستحدث بعد أيام قليلة، فكما أقر المجلس النيابي عشرات القوانين التي تتعلق بمكافحة الفساد، فهو مستعد لإقرار القوانين التي ترتبط بحياة الناس واستقرارها الإجتماعي من أجل أن تبقى حاضنة لهذا الوطن وعناصر قوته”.
مجدداً في الختام العهد بالبقاء أوفياء للشهداء والدفاع عن وحدة لبنان حتى قيامة هذا الوطن.
كما كانت كلمة لرئيس بلدية قانا محمد كرشت أكّد فيها إحياء هذه المناسبة رغم الصعاب والظروف الضاغطة على وطننا وشعبنا ، قائلاً: ” لن نتراجع عن هذا الخط الذي رسمه الإمام موسى الصدر، خط مقاومة هذا العدو الذي يمارس أبشع أنواع الضغوط بحقنا، كما سنظل مع حامل الأمانة دولة الرئيس نبيه بري في ظل كافة التحديات”.
وكان قد قدّم المناسبة المسؤول الإعلامي لإقليم جبل عامل علوان شرف الدين.