المستشارية الثقافية الإيرانية في لبنان احتفلت بعيد النيروز
أقامت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان احتفالية خاصة في حديقة الزيتون في الفياضية، لمناسبة حلول السنة الهجرية الشمسية الجديدة وفصل الربيع، بعنوان: “نسائم النيروز”، في حضور جمع من الشخصيات الأدبية والثقافية وأفراد من الجالية الإيرانية، حضورياً وعبر تطبيق “زوم” وصفحات التواصل الإجتماعي.
بداية تحدث المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور عباس خامه يار بكلمة افتتاحية، رحب فيها بالحاضرين، وقال: “علينا في هذه الأيام أن نغتنم المناسبة لتكون محطة فرحٍ وسط ما يعيشه العالم ونعيشه؛ أيام النيروز. علها تكون مناسبة لا تبشر بقدوم الربيع فحسب، وإنما بخلاص العالم من أزمته وعودة النشاط والعمل ولم الشمل وجمع الأحبة”.
أضاف خامه يار: “النيروز، عيد المحبة والإخاء والتسامح، عيد إظهار العبودية لله تعالى النيروز، هذا العيد التاريخي، يشكل فرصة لنقل قيم الثقافة الشرقية وسننها وعادات أقوامها إلى العالم الغربي، حيث يحمل إلينا أعمق معاني التكاتف والألفة، التي تعكسها دلالياً النسائم الأولى للربيع. عيد تحتفل فيه إيران وشعوب أخرى منذ آلاف السنين وهو يوم المحبة ولقاء الأحبة”.
وتابع: “وهو اليوم الذي تتصافي فيه القلوب وتسود المحبة بين الناس، فيتبادلون أجمل الهدايا التي تزيد العيد بهجة وحبوراً إن هذا العيد ومثله كل المناسبات التاريخية قادرة على تحقيق ما تعجز عنه العديد من الخطط والأطروحات السياسية المتداولة في عالمنا المعاصر. هذا العيد كان له البصمة العميقة في الحضارات لا سيما العربية منها”.
وختم خامه يار: “لتستعد هذه الذكريات ليكون النيروز عيد المحبة والتواصل والتسامح الإنساني وليمثل فرصة للتلاقي والتعايش السلمي ونبذ العنف والتطرف حاملاً تباشير الربيع وأمطار الخير والرحمة، التي تطهر القلوب من كل حقد وحسد وأنانية، وتبشر بانطلاقة جديدة نحو التعايش السلمي والإخاء الإنساني. وكل عام ونحن بخير والعالم أكثر سلاماً. فليكن عاماً واعداً لكل من أوشك على فقدان الأمل، لكل من فقد الثقة بهذا العالم. وليكن بشرى ربيعية غضة تحمل إلى البشرية “نسائم النيروز”، وتنقي القلوب من كل حقد وحسد وأنانية، وتبشر بانطلاقة جديدة نحو التعايش السلمي والإخاء الإنساني”.
ثم كانت كلمة للدكتورة نعيمة شكر، بروفسور الأدب المقارن وأستاذة اللغة الفارسية وآدابها في الجامعة اللبنانية، حيث ألقت قصيدة تلتها كلمة عن المعاني التي يحملها النيروز من العطاء والتجدد والتآلف والوحدة بين الناس، فهو يوم الفرج كما يقول الإمام الصادق وهو ما يجعلنا نأمل أن يحمل لنا انفراجاً على كافة المستويات”.
من جهته، الشاعر الكويتي محمد صالح صرخوه كانت له قصيدة سبقتها كلمة قال فيها: “إن هذا العيد لا يعني الشعب الإيراني والحضارة الفارسية وحدها، وإنما هو عيد تحتفي به الدول العربية كذلك. إن البروباغاندا العالمية الكبيرة بمكيناتها الإعلامية هي ما تروج لتحريم الإحتفال بهذا العيد وبقيمه الجميلة والإنسانية ومنها الثقافة الغربية التي صورت بأن هذا العيد يخص منطقة وحدها من دون غيرها. فالنيروز عيد نحتفل به جميعا كمسلمين وأدعو جميع الناس للاحتفال فيه”.
وتحدث المحاضر في جامعة المصطفى الدكتور حسن قناعتلي من تركيا فشرح كلمة النيروز بما تحمله من معاني عيد الربيع وتعود إلى زمن جمشيد شاه، وقال: “إن الأتراك يعتبرونه عيداً للعجم. فالعجم انقسموا إلى قسمين، الفرس والأتراك ممن يحملون ثقافة أهل البيت عليهم السلام”. وتحدث أيضا عن أبعاد هذا العيد الثقافية والدينية في مرحلة ما بعد زمن الرسول.
وكانت كلمة للدكتور محمد خاقاني إصفهاني (رئيس اللجنة الوزارية المشرفة على أقسام اللغة العربية في الجامعات الإيرانية، فتحدث عن حضور عيد النيروز في الأدب العربي منذ زمن الجاهلية التي كانت تسمي هذا العيد بالـ”مهرجان”.
ثم تحدث الدكتور سامر الأحمد من سوريا وهو أستاذ اللغة والأدب الفارسي في الجامعة اللبنانية، عن طقوس عيد النيروز لدى المحتفلين به، حيث تبدأ هذه الطقوس قبل رأس السنة بأيام وتستمر 13 يوماً، وتجتمع العائلة حول طاولة تعد عليها عناصر سبعة تبدأ بحرف السين.
ثم تحدثت الشاعرة التونسية منى بعزاوي ملقية قصيدة. ثم كانت كلمة للدكتورة حنان طاحون مدرس قسم اللغات الشرقية في جامعة القاهرة كلية الآداب، حيث تطرقت إلى سينات النيروز السبع ودلالاتها ورمزيتها في الثقافة الفارسية.
واختتمت الدكتورة رجاء أبو علي بكلمة وبيت شعر عن النيروز وهنأت الإيرانيين وكل المحتفلين بهذا العيد الربيعي الجميل.
وكانت فرقة أمجاد قد قدمت عدة أناشيد ما بين الفقرات والمداخلات واختتمت بأنشودة هذا الحفل.
وقد قدمت الحفل الكاتبة والمترجمة مريم ميرزاده التي تحدثت عن فلسفة عيد النيروز ودلالاته.