يومٌ آخر من الحريّة | بقلم ولاء خليل
حَملت قلمها المُفضّل ذات الألوان المتعدّدة ووضعت الدّفتر أمامها وبدأت تفكّر، ما الذي تريدهُ من الحياة يا تُرى، ما الذي يجعلُ لحياتها معنى، كانت بحاجةٍ ماسّة لمَعرفةِ ما الذي يَدفعها للإستيقاظ كلّ يوم، ما الذي يجعلها تودّ العيشَ يومًا آخر دائمًا، ثمّ بدأت تدوّن ما يخطرُ في بالها!
إبتسامةُ أُمّي تَجعلني أرغبُ بالعيش أكثر وأكثر كي أحفظَ تفاصيلها جيّداً، التّجاعيدُ المُرتسمة على وجهِ والدي، حيثُ أن كلّ خطٍّ منها يحكي قصّةَ كفاحٍ مُختلفة وكلّ ذلكَ الكفاح جَعلني ما أنا عليه اليوم وهذا سببٌ وجيهٌ آخر!
كلّ حلمٍ حَلمتُ به منذُ الطّفولة وأنا أظنّ أنّه من المستحيل أن يتحقّق، مهما كانَ حلمًا سخيفًا وتافهًا بنظر البعض، فأحلامُ الطّفولةِ البريئة والبسيطة تجعلني أودّ الإستمرار دائمًا!
مُعاهدتي لصَديقتي بأنّنا سنمشي دربنا سويًّا وسَنكونُ يومًا ما نريد وأكثر، أنّنا سنضرب خطواتنا في الأرض ونجعلُ منها خطواتاً لا يستطيعُ أحداً مَحوها!
أشعر أنّ ما يجعلني حقًّا أرغبُ في إكمال الطّريق هو الشّوقُ للمستقبل وما تخبّئه لي الحياة، الشّوق لرؤيةِ ما ستكونُ عليه إبنتي يوماً ما، هل سَتُشبهني يا ترى، هل ستأخذُ شيئًا من خِصالي، هل ستحبّني كما أنا، هل ستكونُ فخورةً بأنّ لديها أمٌّ مثلي، هل سأكونُ أمًّا جيّدة كما تخيّلتُ دائمًا، هل سأصادقُ طفلتي و أجعلها تُؤمن أنّني سأكونُ دائماً ملجأها الآمن و برّ الأمان بالنّسبة إليها مهما فعلت و مهما إقترفت من أخطاء ستكونُ دوماً “إبنةَ أُمّها”!
أعتقدُ أنّ بإستطاعاتي كتابة صفحاتٍ لا تنتهي بالأسباب التّي تدفعني للإستمرار والرّغبة في رؤيةِ شروقِ شمسٍ جديد كلّ يوم، فلكلّ يومٍ حدثٌ خاصٌّ به ويميّزه عن غيره، كلّ يومٍ نعيشه يستحقّ أن نشكرَ الله عليه ولو كانَ عبارة عن نهارٍ روتينيٍّ مملّ، فلا أحد منّا يمكنه أن يُنكر أنّها أربعٌ و عشرونَ ساعة مضت من عُمرنا و نحنُ ما زلنا بخير!
ولاء خليل