لقاء حواري عن التنوع الديني في الشرق وكيفية حمايته
نظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت و”مركز لقاء في الربوة” – انطلياس، و”ملتقى الأديان والثقافات للتنمية والحوار” و”منتدى تحولات”، لمناسبة الأعياد الميلادية، لقاء حوارياً شاملاً عن “الإخاء الديني – حماية التنوع الديني في المشرق”، في مركز “لقاء” في الربوة بمشاركة فاعليات، سواء من خلال الحضور المباشر أو عبر المشاركة الالكترونية من خلال تطبيق زوم.
وألقيت كلمات أكدت أهمية التنوع الديني في الشرق وكيفية حمايته وتعزيز ثقافة التنوع الديني، واقيم أيضا معرض لمشاهد حول التنوع الديني تضمن صوراً لكنائس في ايران والعالم الاسلامي ولبنان، بالاضافة إلى عرض أيقونات وأفلام وثائقية عن التنوع الديني في غرب آسيا.
شحادة
بدأ اللقاء بكلمة ملتقى الأديان والثقافات للتنمية والحوار ألقاها أمينه العام الشيخ حسين شحادة الذي نقل تحيات رئيس الملتقى العلامة السيد علي فضل الله، وأكد “أهمية هذا اللقاء الحواري وكيفية تعزيز التنوع الديني”.
وقال: “لا يمكن حماية حرية التنوع الديني في الشرق من دون الاعتراف بحرية المعتقد واحترام الحق في الاختلاف والسعي لبناء الدولة المدنية العادلة دولة المواطنة الكاملة”.
بكاسيني
وكانت كلمة لمدير مركز “لقاء كمال بكاسيني” الذي رحب بالمشاركين، داعيا إلى “تعزيز المبادرات العملية لحماية التنوع”.
وألقيت بعد ذلك مداخلات أكدت “التنوع الديني وكيفية حمايته وتعزيز ودور الأديان في حماية التنوع وضرورة العمل لقيام دولة المواطنة”.
وأصدر المشاركون في ختام اللقاء بيانا أكدوا فيه أن “الشرق كان نموذجا للتنوع الديني والأديان السماوية تحمي هذا التنوع وتدعو إليه، حيث أن كل التجارب العربية والإسلامية كانت نموذجا مهما لحماية التنوع وانتشار التطرف والعنف يأتي من خارج سياق التجربة الدينية الإسلامية والمسيحية، لذا المطلوب اليوم العمل على مواجهة أشكال التطرف والعنف والقيام بمبادرات عملية لحماية التنوع الديني وإشراك الشباب والطلاب في الأنشطة الحوارية وتعزيز ثقافة التنوع وقبول الآخر ومواجهة كل من يعمل على الترويج للعنف أو الإساءة إلى الآخر ونشر ثقافة الكراهية”.
خامه يار
وكانت كلمة المستشار الثقافي المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور عباس خامه يار الذي تناول مسألة التنوع الديني في المشرق تحديدا، واعتبر أن الإسلام جاء متمما ومكملا للمسيحية وليس على تعارض معها. هذا بالإضافة إلى لقاءات عدة للإمام مع المطارنة كانت بعد انتصار الثورة توجد اليوم أكثر من 50 كنيسة في طهران وحدها، و300 كنيسة في كل إيران أي كنيسة لكل 500 شخص تقريبا”.
أضاف: “افتتحت مدارس المسيحية التي كان قد أغلقها الشاه وتم تطوير تعليم اللغة للأرمن وإنشاء المدارس والجمعيات لهم. يساهم المسيحيون اليوم في المجلس النيابي وفي قطاع الفن والمسرح والسينما وكافة المجالات في البلاد. لا تخلو ساحة من الوجود المسيحي وحتى اليهودي. ما أريد قوله هو أن التنوع أساس القوة. وأن هذا التعايش هو ظاهرة نفتخر بها ونتمسك بها ونعتبرها معلما حضاريا تاريخيا لا غنى عنه في مسيرة التقدم والتطور المعرفي والثقافي هذا التنوع والتعايش دافعنا عنه على مدى عقود، لكي يظل صورة أصيلة عن هويتنا. وقد قلت الكثير خلال الأيام السابقة في لقاءاتي مع أصحاب السيادة والمطارنة ممن التقيتهم أخيرا إننا دفعنا ثمنا باهظا في سبيل بقاء هذه الجمالية المشرقية وهذه الفسيفساء الإسلامية – المسيحية. والشهيد قاسم سليماني الذي نعيش اليوم الذكرى الأولى لشهادته هو خير دليل وهو صاحب الدور الكبير في إحلال الأمن في المناطق بغض النظر عن انتماءاتها وهويتها الدينية”.
وختم: “الجدير ذكره ان الامام الخميني بعد انتصار الثورة كان يلتقي بالمطارنة في العديد من المناسبات ومن كل الطوائف المسيحية والاقليات الدينية دافع الشهيد سليماني عن الإنسان من دون استثناء حتى في المدن العراقية والسورية المسيحية وكان يتواجد حيثما حل الإرهاب ليدمر حياة الناس وينتهك حرماتهم”.
صليبا
واعتبر مطران جبل لبنان وطرابلس للسريان الأرثوذكس مار ثيوفيلوس جورج صليبا أن “المطلوب خطوات عملية لتعزيز الاخاء الديني وأن اللقاء والحوار وقبول الآخر مبادئ سامية يتميز بها الانسان وحده في خلائق الله المنظورة وغير المنظورة فالحوار اذا التقى متحاوران على طاولة واحدة فخمسون في المئة من الموضوع يكون قد تحقق للوصول الى التفاهم”.
الصاحب
أما عضو المجلس الشرعي الاسلامي ورئيس جمعية الفتوة الاسلامية الشيخ زياد الصاحب فأشار إلى “ضرور تضافر الجهود من اجل مجتمع يحترم الاخاء الديني”.
نعمان
بدوره، تحدث الوزير والنائب السابق الدكتور عصام نعمان عن “العناصر الضرورية لقيام الاخاء الديني ومن ضمنها وحدة المجتمعات الوطنية كأساس حاضن للإخاء الديني”.
أبي المنى
وشدد الأمين العام لمؤسسة العرفان التوحيدية الدكتور الشيخ سامي أبي المنى، “على تنوع انتماءاتكم المذهبية والروحية، وأنتم تتشاركون في حواركم وتؤكدون معا اهتمامكم بأهمية حماية التنوع الديني في الشرق”.
قبلان
أما عضو المكتب السياسي لحركة “أمل” حسن قبلان فشدد على أن “تيار وحدة اللبنانيين اقوى من دعوات التقسيم والانعزال”، داعيا إلى “صون العيش المشترك”.
الحاج
وتناول رئيس المجمع الجعفري الثقافي الشيخ محمد حسين الحاج، مسألة “التنوع الديني من باب الحوارات البناءة التي تؤسس لعبور آمن الى معرفة الآخر المختلف معي دينيا وعقائديا”.
صقر
الباحثة في علم الاجتماع والناشطة في الحوار الاسلامي المسيحي الدكتورة علا صقر شددت على “أهمية حضور المفكرين والاكاديميين في المجال الحواري لإرساء أفضل العلاقات بين الطوائف في المشرق”.
لحام
البطريرك غريوريوس لحام عرض “مسيرة الاخاء الديني ووثيقة الفاتيكان بعنوان علاقة الكنيسة بالديانات غير المسيحية ، وثيقة الاخوة والانسانية بين البابا فرنسيس والشيخ الازهر، رسائل بطاركة الشرق الكاثوليك، وثائق اسلامية عربية، رسالتي انا الى المسلمين حول كنيسة العرب وكنيسة الاسلام”.
درويش
مطران زحلة والفرزل للروم الكاثوليك عصام درويش قال: “الاخوة والانسانية كانت وستبقى حاجة ضرورية للانسان”.
مداخلات
أما الأمين العام اللجنة الوطنية للحوار الاسلامي – المسيحي الدكتور محمد السماك كانت له كلمة، الدكتور حبيب افرام رئيس الرابطة السريانية كانت له مداخلة عمر زين الامين العام السابق لاتحاد المحامين العرب والمنسق العام لشبكة الامان للسلم الأهلي،”تحدث عن معنى الإخاء الديني – حماية التنوع الديني في المشرق”.
الدكتور محمد امين فرشوخ رئيس كلية الدراسات الاسلامية في جامعة المقاصد تحدث عن اهمية التواصل الإنساني المباشر، العميد الدكتور فضل ضاهر كانت له مداخلة خصصها للحديث عن التنوع الديني اما الكاتب والصحافي نصري الصايغ ، فتحدث عن ثلاث قضايا صعبة نسبيا الشيخ مصطفى ملص عضو مجلس امناء تجمع العلماء المسلمين, تناول موضوع تأصيل الشعور بالانتماء الإنساني لأبناء هذا الشرق.
وتحدث أيضا رئيس منتدى “تحولات” سركيس ابو زيد ، رئيس مؤسسة الثقافة بالمجان ناجي نعمان، منسق تجمع اللجان والروابط الشعبية والامين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور، الاب نعمة صليبا، المطران بولس مطر رئيس أساقفة بيروت سابقا اعتبر أن “التعارف بين الشعوب والقبائل أمر إلهي وهو بالتالي ملزم لجميع الناس دون استثناء، وإلى يوم القيامة”، وتحدث رئيس اللجنة الاسقفية للحوار الاسلامي – المسيحي الأباتي أنطوان ضو عن آفاق العلاقات المسيحية – الإسلامية.