هبة عاصي: الوضع العام في لبنان “ما بين ولادة و تأجيل”
منذ سنة حتى اليوم و البلد على كف عفريت، الدولار في ارتفاع، طبقات المجتمع أنقسمت إلى طبقتين دون ثالثة و الطبقة الفقيرة تأخذ الحيز الأكبر من الهرم، الكورونا تتفشى بسرعة كبيرة بين المواطنين بلا حسيب ولا رقيب ولا كمامة، الغلاء يتغلغل في الأسواق، الحكومة لم تبصر النور حتى اليوم و الشعب ربما “تعوّد” حسب ما قال حاكم مصرف بلدهم او أن ما بيدهم حيلة. ولكن السؤال، ما هو المرتقب في الأيام المقبلة؟
يبدو أن صراع الحصص على الحقائب الوزارية ليس هو المشكل الأكبر في حكومة الحريري، فبعد ان خسر جزءا” كبيرا” من وزنه، خسر أيضا” ثقة الحلفاء اي الحكيم و جنبلاط كركنان اساسيان من أركان الحلفاء المسيحين و الدروز للقائد السني. و لكن لم تقتصر الأمور هنا، فمع انتظار ولادة الحكومة، ستتأخر هذه الولادة حتى رحيل ترامب من البيت الأبيض، و كأنه يبخره و يخرج عليه السحر حتى لا يتهنى خليفته بايدن بالحكم، الأمر الذي يؤثر سلبا” على تشكيل حكومة اختصاصين او تكنوقراط او سياسية فقط أو ايا” كان شكلها. فأميركا التي تفرض سيطرتها على دول العالم، لن تقف بوجهها حكومة لبنانية لا شكل لها ولا مضمون. اما ترامب المجنون سيغتم كل الفرص لشن هجوم على إيران بعد أن منعه الكونجرس الأميركي من العبور إلى أي خطوة تؤدي الى حرب مع إيران، سيجمع مناصريه و التي قد تكون أكبر مظاهرة جماهيرية بتاريخ أميركا لبث الفتن و الفوضى و عدم الاستقرار في البلاد.
فهاذا عن أميركا و تأثيرها على لبنان و لكن ماذا عن الأطراف اللبنانية نفسها؟ هل ١٤ آذار ستكون هادئة و مرتاحة كما ٨ آذار ام انها تعمل من تحت الطاولة؟ هل ستتشكل حكومة بلا حزب الله و كيف سيكون رد جمهور المقاومة؟ أسئلة كثيرة ستجيب عليها الشهور المقبلة