رحلة انتهت بكارثة .. هكذا فارق الرقيب أول في الجيش اللبناني الحياة ميتّماً طفلين
أراد أن يخرج وعائلته في نزهة لكي ينسى هموم الحياة، إلى عيون السيمان كانت الوجهة، لكن حتى الترفيه عن النفس بات ثمنه غالياً في لبنان. وهذه المرة كانت إلى روح هشام مهنّى الذي تعرض لحادث أليم أثناء محاولته ممارسة هوايته في السباحة، فتعرض لضربة على عنقه أدخلته في غيبوبة لأشهر قبل أن يطبق في الأمس عينيه إلى الأبد.
“صحوة الموت”
بلدة تل حياة تلقت الخبر الأليم، فابنها الرقيب أول في الجيش اللبناني لن يخرج من المستشفى إلى منزله كما كانت تدعو له، بل إلى مثواه الأخير. وبحسب ما قال قريبه مختار البلدة محمد فياض لـ”النهار”: “لا كلمات يمكنها التعبير عن هول المصاب، فالشاب الثلاثيني والد لطفل وطفلة، دخل منذ نحو 4 أشهر في غيبوبة بعدما طق عنقه نتيجة الضربة التي تعرض لها أثناء تواجده مع عائلته في عيون السيمان، حين أراد السباحة، ليُنقل إلى المستشفى في الشمال، ومن ثم إلى مستشفى في بيروت، ومن بعدها إلى مستشفى الرحمة. طيلة هذه المدة، كان في غيبوبة، وقد أصيب كذلك بالشلل، إلا أنه قبل وفاته بيومين استيقظ وكأنها صحوة الموت. طلب من زوجته أن تحضر له كفتة، تناول الطعام قبل أن يعود إلى سباته، وليل أمس وصلنا الخبر المرير، أن الشاب الثلاثيني لفظ أنفاسه الأخيرة”.
نهاية مأسوية
اليوم ووري هشام في الثرى، ودّعته عائلته وأهله ومحبوه بغصة وحرقة. فالشاب العصامي معروف، كما قال المختار: “بأخلاقه الحميدة، وطيب معشره والبسمة التي لا تفارق محياه”. تطوع في صفوف الجيش اللبناني ليحمي وطنه ويخدمه برموش عينيه، كما كرس حياته لتأمين عيشة كريمة لعائلته. كان همه ألا يقصّر بحق طفليه، وأن يؤسس لمستقبل زاهر لهما. وفي غفلة انقلب كل شيء رأساً على عقب، رحل السند من غير عودة. وتابع المختار: “تعجز الكلمات عن وصف حال والده الذي كان يتضرع في الليل والنهار إلى الله أن يشفي فلذة كبده، وأن يخرج من المستشفى في القريب العاجل، إلا أن القدر شاء أن تكون النهاية مأسوية، وأن نزفه اليوم إلى مثواه الأخير”.