صيدا تلتزم حظر التجوّل… والإختبار الحقيقي اليوم
الإنذارات التي أُطلقت في صيدا ووصفت المدينة بأنها موبوءة وفي خطر داهم جراء تفشّي “كورونا” مع إرتفاع عدد الاصابات والوفيات معاً، عكست الإلتزام التام بقرار الإقفال العام الذي اتّخذته الحكومة لأسبوعين. وبالرغم من الإعتراض، تقدّمت اولوية الحفاظ على الحياة وحماية الصحّة على لقمة العيش في ظلّ الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة.
يومان من الإلتزام التامّ “تُرفع له القبّعات”، لكنّ البعض يقول إنّ الإختبار، بل التحدّي الكبير، ينطلق اليوم مع بداية الأسبوع، وهو تحدّ مزدوج لجهة استمرار التزام القطاعات بالإقفال، والقوى الأمنية بتشديد إجراءات التطبيق وتحرير محاضر الضبط لمنع الفلتان. وهذه المرة، يبدو العنوان التشديد لمنع الانزلاق الى قعر الوباء، بانتظار الترياق في اللقاح واستعداد المستشفيات الحكومية والخاصة لتجهيز نفسها لاشهر قادمة صعبة مع فصل الشتاء وتداخل الانفلونزا العادي “الكريب” مع “كورونا” الخفيّ والغريب.
وساهمت الامطار في عطلة نهاية الاسبوع في تشجيع المواطنين على ملازمة منازلهم مع حظر التجوّل بالمطلق وبعيداً من المفرد والمزدوج و”الدليفري”، فسجلت المدينة ومنطقتها نسبة عالية من الالتزام الّا من اضطرّ منهم للخروج لتأمين حاجاته الغذائية او لقضاء مشوار ضروري، أو من تسلّح باستثناء من هنا أو عذر من هناك، أو من غامر بالخروج مُراهناً على خرق الإجراءات الأمنية المتّخذة، أو للتأكّد بأمّ العين من حُسن التطبيق. وشهدت ساحات المدينة الرئيسية التي تشكّل في الأيام العادية مِحور النشاط بدءاً بساحة النجمة، مرورا بـ “الشهداء وايليا والعربي وسبينس” شللاً تاماً، فيما لفّ الهدوء مختلف شوارع المدينة الرئيسية، وغابت الحركة عن الاسواق التجارية التي خيّم عليها الصمت وبات هو القاعدة، والحركة استثناء ومعها مظاهر الحياة اليومية، فيما تجوّل بعض المواطنين سيراً على الأقدام مزوّدين بالكمّامات، وخرق بعضهم التعبئة باقتناص نزهة قصيرة على الكورنيش البحري أو على شاطئ البحر. وحده الفتى محمّد حدّاد كان يسير بطريقة “رولر سكيت ” ويقول: “أشعر بالهدوء لأنني لم أتعوّد من قبل على هذا المشهد”.
وفيما سيّرت القوى الأمنية دوريات لها، الى جانب دوريات للشرطة البلدية بإمرة المفوّض ثالث بدر قوام، التزم سائقو التاكسي بحظر التجوّل، وقال السائق علي سنبل: “قرّرت وقف العمل حتّى للطلبات الخاصة، ورزقي على الله في هذا اليوم، لأنّي على قناعة بأهمّية الإلتزام بقرارات التعبئة لحماية انفسنا وعائلاتنا ومدينتنا من شرّ هذا الوباء”.
ولم يُخفِ رئيس بلدية صيدا محمد السعودي ارتياحه الى الالتزام، وأكّد انه “كان ممتازاً ولامس نسبة 100% بشكل عام وفي السوق التجاري بشكل خاص”، غير أنه لم ينس معاناة الناس بين “كورونا” والضائقة الإقتصادية والمعيشية، وقال: “علينا الصبر والتكاتف إلى حين زوال هذا الوباء، فنحفظ أنفسنا وعائلاتنا وبلدنا من خطر الفيروس الفتّاك، ونتعاون لوقف تفشّيه وتقليص أعداد المصابين، بعدما شهدت تزايداً خطيراً، ما يهدّد الأمن الصحّي والمجتمعي ككلّ”.
وأخضع الجيش اللبناني مداخل مخيّمي عين الحلوة والمية ومية لقرارات التعبئة العامة ومنع الخروج والولوج، من الخامسة مساءً حتى الخامسة صباحاً، أسوة بباقي المناطق اللبنانية، وأبلغ الى القوى الفلسطينية في المخيّمين بإجراءاته، في وقت دعا “الإرتباط الفلسطيني – اللبناني” وقيادة القوة المشتركة الفلسطينية أبناء المخيمات الى الإلتزام حفاظاً على السلامة