تي تي تي تي متل ما رحتي متل ما جيتي | بقلم هبة عاصي
قد مر عام على ثورة ١٧ تشرين، ثورة نزل فيها الشعب اللبناني على الأرض ليسقط حكومة اتفق الجميع انها حكومة فاشلة أودت بالبلد إلى التهلكة. ثورة كان اللبنانيون فيها ثوريين، مناضلين في أيامها الأولى ما لبث أن تغير مسارها إلى أعمال شغب و تسييس بكل ما للكلمة من معنى.
سقطت حكومة سعد الحريري و سقطت معها الحريرية السياسية التي وضعت يدها على هذه الرقعة الصغيرة في العالم منذ ثلاثين عاما ” حتى اليوم. شهد اللبنانيون بعدها حكومة حسان دياب الذي أشعل الشارع مرة أخرى و صار للثورة جزء ثان، فطار دياب و طارت حكومة الإختصاصيين. أما بعدها، فقد تم تسمية مصطفى أديب لتأليف الحكومة، ففرّ أديب عائدا” إلى بلده الفرنسية. فمن يقف وراء باب رئاسة مجلس النواب؟ هل هناك” بعبع “؟
اليوم، و بعد عام تماما على إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، بُشر اللبنانيين برئيس جديد مُكلف تأليف حكومة يُدعى سعد الحريري. فقد حار ما بين التسمية ولا التسمية الا أنه نجح في خوض المعركة مرة أخرى و الفوز بها. ولكن ما زلنا على البر، فلم يصبح رئيس حتى اللحظة و الآتي أعظم. هو إسم لطالما كان محط أنظار الصحف اللبنانية و العالمية و ذو جدل كبير بين الأفرقاء السياسيين. فبعد أن كان الحريري و حكومته أصل الفساد في البلد، يتوعد الرئيس المكلف الجديد على الساحة السياسية بإصلاحات للبلد و نهضة لم نشهد مثلها قط. فهل سيكون أفضل من غيره الرؤساء السابقين؟
أما بالنسبة للتسمية، فالفريق البرتقالي أبى أن يسميه، فالعلاقة بين باسيل و الحريري واقفة على المحك و كأن مجيء الحريري اليوم ما هو إلا “جكارة بالعونية” و العهد من جهة و لتأكيد أن الحريرية السياسية لن تترك البلد طالما فيهم رمق من الحياة. أما الجمهور الأزرق و بعد أن صدح نشيد ” أمرنا يا بري” في وسط الطريق الجديدة يعترف على العلن أن للسنة زعيم واحد كان له السلطة و ما زال و سيبقى و يشدد على العلاقة المتينة بين الحركة و المستقبل بعد تسمية الرئيس للرئيس. أما الشعب اللبناني فهنيئا” لك الدوامة التي خُلقت فيها مع رؤساء ملتسقين بالكرسي إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. لكن السؤال، هل سنشهد تأليف للحكومة و نعود سويسرا الشرق، أم أنها مرحلة جديدة من اللعبة؟ الأيام ستكشف الكثير… يتبع.