بين الحق والباطل بين الناجح والفاشل | بقلم المستشار في القانون الدولي الدكتور قاسم حدرج
جاء في القول المأثور الفرق بين الحق والباطل أربعة اصابع ولكنه بالأمس كان الفرق اقل من اربع وعشرين ساعة هي الفترة الفاصلة ما بين اطلالة تلفزيونية لرئيس حكومة سابق وأخرى لرئيس حكومة تصريف اعمال ولأن الباطل مهما كان فصيح يبقى وجهه قبيح فقد احتاج لسانه الى ثلاث ساعات متواصلة من عمليات التجميل على يد المزين العالمي مارسيل غانم الخبير في اخفاء التشوهات الواضحة والفاضحة في الوجه السياسي لزبونه قبل ان يصعده على المسرح حيث توجه للجمهور بعبارة واحدة أنا او لا أحد او أحرق البلد ولأن الحق وجه لامع وسيف قاطع فأن فارسه لم يحتج سوى بضعة دقائق صال خلالها في ميدان الحقيقة
القى خلالها سهامه في كبد الباطل فأصابه وضرب بسيفه رأس الفتنة فأرداها ثم ارتجل قبل ان يترجل عن فرسه قائلا اعذروني
لو كان الأمر بيدي لما تركتكم لهؤلاء الوحوش ولكني غضبت للحق فغضب الحق علي وأن كنت أعلم بأن لا شيء اقوى من الحق ولكني أكتشفت بأن الشريعة في يد ظالم تجعل الباطل أقوى منه .هذا ملخص ما جرى في المناظرة بين الحق والباطل ويبقى المضمون رهنا بحكم الجمهور وبمناسبة الجمهور والأكثرية والأقلية تحضرني هنا قصة الأديب الكبير محمود العقاد مع احد الصحافيين الذي سأله هل جمهورك أكبر ام جمهور شكوكو فرد قائلا من هو شكوكو وعندما سمع شكوكو بالأمر قال فليقف العقاد على رصيف وأنا على أخر وليرى على من تتهافت الناس فكان جواب العقاد فلتقف راقصة على رصيف ثالث ولنرى النتيجة
والعبرة ان القيمة لا تقاس بالجماهيرية ولا بالشهرة ولا بالأرث العائلي ولكنها للأسف لم تعد حقيقة في هذا الزمان حيث بتنا نعيش في عصر ادارة الظهر للأخلاق والقيم والعدل وبات العامل الأول لتحريك الجماهير هو الغرائز بمختلف انواعها متأثرة بلعبة الأعلام
المبرمج الذي يشوه الحقائق ويزين الأباطيل ويهمش العباقرة ويلمع صورة المساطيل وهذا ما أوصل اوطاننا الى هذا المستوى من
الجهل والتخلف وبدلا من السير في ركب التطور تراجعنا الى زمن التحجر وبدلا من ان نبحث عن الحق والعدل في سراج العلم
اسدلنا الستائر السوداء حتى لا نرى شمس الحقيقة وعدنا الى زمن عبادة الاصنام الحجرية وصممنا أذاننا عن سماع الأيات السماوية
ولكن كل هذا لم يمنع الأنبياء والرسل من مقارعة الظلم ونصرة الحق مهما قل عدد التابعين وكبرت شوكة المستكبرين وهذا ما دفع حسان دياب لأن يقول كلمته الحقة ولو كان يؤذن في واد لا يسمع فيه سوى صدى صوته في حين قد تجمع الناس حول مستنقع أسن يصغون الى نقيق الضفادع علها تقربهم من الشيطان زلفة
وأنطلاقا من هذه الحقيقة البشعة التي يدركها جيدا صناع الماريونيت فأن كلام سعد الحريري سيلقى صدى أكبر وأوسع وتغطية أشمل لأننا نعيش زمان فيه حبل الكذب طويل ومتين
وسيصدق السذج عبارات الحريري الأنشائية وينسوا انه كان أول من بشر بخراب لبنان بعد زيارته المشؤومة الى مزرعة بومبيو
حيث قال بأن لبنان قد وقع في الفالق الزلزالي الأميركي الذي يمتد من رياض سلامة عاصمة ولا ينتهي بقريطم تنفيذا وبالتالي سيشهد هزات مالية وأقتصادية لا قبل له بها وسيقطف رؤوسا وأني لصاحبها وعندما أن الأوان قفز من المركب المفخخ ليصعد على متنه الكاميكاز حسان دياب الذي أبى ان يتخلى عن المسؤةلية ولو كانت مهمته انتحارية محاولا انقاذ ما يمكن انقاذه وبالفعل
داس الحريري على زر التفجير العبوة الأميركية لتنفجر بوجه دياب فيحمله مسؤولية غرق المركب بمن فيه وجلس فوق شرفة قصره يحصي عدد الضحايا ضاربا انخاب الأنتصار مع ثلاثي نادي المنكر معلنا نجاح خطته الشيطانية وقد ظن بأنه قد تخلص من خصومه السياسييين كافة بضربة واحدة في حين أنشغل دياب بلملمة الجراح متنقلا ما بين ضحايا المصارف والصرافين متأرجحا بين خياري الصحة والأقتصاد لمواجهة خطر الوباء
ساعيا ما بين لملمة جراح انفجار الميناء والحفاظ على دعم الغذاء والدواء رغم محاربة العدو وخذلان الأصدقاء الا انه لم ييأس وظل سيفه مسلط وان كان استقال بحكومته الا انه لم يستقل من مهمته الوطنية وها هو بالأمس بكلمته يضع خطة أطار حماية للمواطنين لمن سيخلفه بحيث تكون اولى مهماته السعي الى استرداد اموال المودعين والأستمرار في حماية الأمن المعيشي للمواطنين واعتماد شبكة الأمان الوطني التي حاكتها حكومته بحيث يمنع اختراقها
فأثبت بحق انه رئيساً لحكومة الوطن والمواطن ولكن في زمن لا وطن فيه ولا مواطن واذا كنا حقا نسعى لبناء دولة فأن على اللبنانيين ان لا يقبلوا الا بدولة رئيس كحسان دياب او حسان دياب
والا فليطووا على الوطن صفحة الكتاب وليتهيئوا لأعادة استقبال
من وصف نفسه بالمرشح البيعي بينما في الحقيقة هو المرشح التطبيعي .
خسارة يا لبنان خسارتك لحسان فهو رجل لم يخلق لهذا الزمان فنحن في زمان لا نميز فيه بين الحق والباطل بين الناجح والفاشل وكلما قلنا قد اقتربنا من عصر استبعاد الفاشل اكتشفنا ان الناجح كان عبارة عن فاصل ونواصل .