طار الدولار وارتفعت الأسعار: اللبنانيون يشربون الزعتر البري بدلا من الشاي في بعض المناطق اللبنانية!
أكثر من أسبوع والناس في البقاع تعيش أزمة محروقات، حيث تقف في طوابير الذل أمام المحطات التي تبيع الزبائن بـ”القطّارة” للذهاب إلى عملها، أو لتعبئة برميل مازوت على أبواب الشتاء بعد أن كانت خزانات الوقود على الأسطح تملأ في الصيف لكن الحالة الإقتصادية الصعبة هذا العام حالت دون ذلك، فيما يتجه البعض إلى جمع الحطب مما تيسر في الجرد بعد أن كان شراؤه أقل كلفة من المازوت.
على منصة البورصة يجلس أصحاب المؤسسات التجارية والمحال لا سيما الغذائية منها، يراقبون سعر صرف الدولار في السوق السوداء، حيث يقوم هؤلاء بتغيير أسعار السلع بحسب تقلب سعر الدولار، يرفعون الأسعار رغم وجود البضائع والمواد في المحال منذ أيام، ورغم شرائها سابقاً على سعر صرف أقل من السعر الحالي، غير أن الجشع يتحكم في عقول وقلوب هؤلاء.
هذا كفر وما يحدث لا أحد يمكن أن يتقبله، بهذه الكلمات يصف أحمد الشل لـ”نداء الوطن” التلاعب بالأسعار بين يوم وآخر، ويضيف، أنه شاهد بأم عينه مساء السبت عمال سوبرماركت يقومون بتغيير الأسعار رغم أن البضاعة موجودة من قبل، ولمس التلاعب بالأسعار عند سؤاله عن بعض السلع ليجد أن سعرها زاد بين الـ 3 و4 آلاف ليرة لبنانية، وأشار إلى أن أهالي البقاع باتوا عاجزين عن مجاراة التجار في زيادة الأسعار والتي ستبقى ثابتة عند حدود أعلى سعر صرف للدولار حتى لو تراجع، وأكد أن معظم الناس باتوا يستغنون عن الكثير من الأصناف ويلجأون إلى أخرى، كالبعض الذي لم يعد بمقدوره شراء الشاي حيث يجمع من الجرد الزعتر البرّي ويستعمله كمشروب بديل.
الناس يشترون حاجاتهم على قدر نقودهم، وحيث كانت الخضار ملجأً لهم بعد غلاء اللحوم والدجاج أصبحت هذه أيضاً بعيدة المنال يشترونها بحسب “الطبخة”، والبطاطا التي تعتبر لحم الفقير أصبح شراؤها بالحبة بعد أن وصل سعر الكيلو إلى 2500 ليرة.
في جولة على محال الخضار والفاكهة تجد الأسعار صعوداً بين يوم وآخر وبفارق يصل إلى 40 بالمئة عن أسعار المحال التي تبيع بالجملة في سوق تل الأبيض والقاع وحتى الفرزل في زحلة. الجشع وصل أيضاً إلى تجار الخضار الذين ينافسون تجار المواد الغذائية في عدم مراعاة ظروف الناس وأحوالهم خصوصاً أن الخضار والفاكهة لا يرتبط سعرها بسعر صرف الدولار.
ش. العرب والتي كانت تعمل في مجال التنظيفات في إحدى المدارس رفعت الصوت أمام الغلاء، وأشارت لـ”نداء الوطن” إلى أنها تحسب حساب الطبخة بكل مكوناتها، “فاللوبيا بزيت أصبحت تكلف بحدود الـ 20 ألف ليرة لبنانية ونحن 5 أشخاص في المنزل ولا تكفينا سوى ليومٍ واحد، والدخول إلى محل الخضار اليوم بات مكلفاً، فيما اللحوم والدجاج محرمة من دخول منزلنا في وقتٍ يتنعم أصحاب العمائم والأموال والمسؤولون بالموائد الضخمة التي تجمع ما لذّ وطاب”، وسألت عن المواد الغذائية المدعومة التي لم تستطع أن تشتري منها أي شيء بعد أن قصدت عدداً من المحال للسؤال عنها.