ما هي الأهمية الاقتصادية لعودة العمل الى معبر نصيب؟

متانة الارتباط بين السياسية والاقتصاد ترسم ملامح جديدة للمشهد القادم من معبر نصيب الحدودي بين سورية والأردن، فاتحة الطرقات على باقي دول الإقليم من أقصى الشمال التركي، وصولاً إلى دول الخليج.

على ضوء تصريح وزير النقل السوري د. علي حمود، حول إعادة فتح معبر نصيب الحدودي في العاشر من الشهر المقبل، وتصريحات من الجانب الأردني، أجرى موقع قناة المنار لقاءات مع خبراء في السياسة والاقتصاد للوقوف على حقيقة المشهد.

بداية مع تصريح المستشار في الحكومة السورية الدكتور عبد القادر عزوز، الذي أكد أن اعادة افتتاح معبر نصيب الحدودي جاء تتويجاً لسلسلة اجتماعات للجان فنية مختصة بين وزارة النقل السورية والجانب الأردني، باشتراك المديرية العامة للجمارك السورية، بغية استكمال جميع الأمور الفنية المتعلقة بإعادة تسير المعبر بعد الضرر الكبير الذي لحق بعمله نتيجة سيطرة الإرهابيين عليه، ومن أجل تحديد الالتزامات المتبادلة بين كل من دمشق وعمّان، لتذليل العقبات وإعادة الأمور على ما كانت عليه قبل الأزمة باعتبار أن المعبر يعود بالفائدة على كلا البلدين.

يعود المستشار الحكومي السوري بلمحة سابقة عن مرحلة السابقة لنشوب الحرب على سورية، إذ كانت تشكل المنطقة فضاء اقتصادياً اقليمياً، ومستويات التبادل التجاري كانت عالية، ومعبر نصيب يشكل أهم معبر حدودي بري للدولة السورية مع الجوار .

يضيف الدكتور عزوز أن افتتاح هذا المعبر الشهر المقبل في ظل المصالحات الوطنية وعودة الأمن والأمان يشكل خطوة مهمة في التعافي الاقتصادي التدريجي وهذا ما فرضته الواقعية السياسية على الأطراف، بعيداً عن التصريحات الساخنة وخلط الاوراق، فاليوم الدولة السورية هي من أطلّت من جديد على معبر نصيب وهي من أعادت مجدداً سيطرتها على الحدود المتاخمة للجانب الأردني بإجراء واقعي والتعافي الاقتصادي يشكل مقدمة لتذليل الخلافات السياسية.

كما يعمل هذا الامر على تدعيم موقف الدولة السورية في مواجهة العقوبات التي أضرت الشعب السوري والتي إلى الآن نجد الدول الأوروبية والمانحة تفرض شروط اقتصادية تقوض من سيادة الدولة السورية لمساهماتها سواء في إعادة الإعمار أو في رفع العقوبات التي أضرت بالاقتصاد السوري.

الجانب الاقتصادي من فتح المعبر..

كثيراً ما تم التداول حول الأهمية الاقتصادية لمعبر نصيب الحدودي، وهذه الأهمية تأتي من نقل البضائع والترانزيت بين بلدان المنطقة، حيث أكد الخبير الاقتصادي الدكتور عمار يوسف لموقع قناة المنار، أن هذا المعبر يربط بين كافة الموانئ البرية والبحرية في المنطقة من لبنان وتركيا والأردن حتى دول الخليج.

وإغلاق هذا المعبر عاد بخسائر كبيرة على جميع تلك الدول وخاصة الأردن، إذ كان يعود على الحكومة الأردنية قبل  سنوات حوالي مليار ونصف المليار دولار أميركي، وهو مبلغ مهم جدا لدولة ذات اقتصاد ضعيف مثل الأردن، وبالتالي من مصلحتها إعادة فتح المعبر.

يضيف يوسف أن هذه الخطوة تعيد لسورية مكانتها كعقدة وصل للمواصلات العالمية بين القارات الثلاثة، وهي مؤشر لاقتراب نهاية الحرب.

كما ينوه الضيف الاقتصادي إلى رفع الحكومة السورية لرسوم النقل والترانزيت للبضائع الداخلة من البلدان المجاورة إلى سورية وهذا ما يعود بدخل جيد على سورية، حيث كان يُدخل سابقا حوالي مليار دولار، ويتوقع الخبير الاقتصادي أن يصل الى حدود الملياري دولار أي ضعف المبالغ السابقة بعد ارتفاع تلك الرسوم.

إلى هذا كله في العاشر من شهر تشرين الاول القادم سيتم الافتتاح الرسمي للمعبر حسبما أكدت المصادر الحكومية السورية، ليكون بداية مرحلة جديدة لانتعاش الاقتصاد السوري بعد الحرب والخسائر التي لحقت بالبلاد.

 

شارك المقال:

زر الذهاب إلى الأعلى